الأخبار

م . هاشم نايل المجالي يكتب : تشكيل العقل الحديث !!!

م . هاشم نايل المجالي يكتب : تشكيل العقل الحديث !!!
أخبارنا :  

م . هاشم نايل المجالي :
يسعى الغرب بكافة قدراته وامكانياته ونفوذه، الى تشكيل عقل حديث لابناء الوطن العربي، وليفتح آفاقاً تتجاوز علاقة الانسان بالمؤسسات الدينية، الى ما هو سياسي وثقافي واجتماعي، تحت شعار الاصلاح في وجهة المركب الآخر .

حيث يعتبرونه نقلة نوعية في مسار العقل الانساني الحديث، اي تأسيس عقلي جديد عناصره مبدأ العولمة والحرية المفتوحة، وتطبيق مبادئ وحقوق المثلي وكافة بنود اتفاقية سيداو في كافة الدول العربية.

حيث الامر تحول من الحقول المعرفية المتعافية في المجتمعات والجامعات والمدارس، الى تطبيق عملي بقوانين ملزمة وبتدريس ملزم، ومناهج متغيرة تحقق اهدافهم وغاياتهم التي يصبون اليها، يسعون ايضاً الى اصلاح ديني ليحدثوا تحولات نوعية في جوهر المجتمع والدولة، فهو عمل ممنهج ليحدث واقعاً اجتماعياً بتفاعلات حيوية، خلقت قاعدة للعديد من الاحتجاجات، لتتحول العلاقات المجتمعية الاخلاقية والدينية، الى علاقات مادية وتجارة السوق باشكالها .

اي اصلاح مركب سيكون سبباً في ارتدادات معقدة، حيث سيتلقف هذه المتغيرات والاصلاحات والافكار الجديدة ليتم تفعيلها عبر طبقات الاجيال الجديدة الاكثر تقبلاً لذلك .

حيث ستكون ثائرة على القديم بأفكاره ومؤسساته، وحتى لا تكون الفكرة الاصلاحية المطروحة حديثاً حبيسة عقول، او طائرة في المجال الفكري لا تحرك على ارض الواقع ولتكون متقدمة على الزمن الحالي .

اي اننا سنعيش في بيئة متحولة تشهد ميلاد قيادات سياسية واجتماعية وثقافية، تحمل تلك الافكار والمتغيرات الحديثة، التي تواكب كل ما يطرحه الغرب من تحولات دينية واجتماعية وثقافية، خاصة بظهور جماعات اسلامية متطرفة ومتعددة ذات اتجاهات مختلفة، تشتت العامل الديني الصحيح، والذي يواكب المتغيرات والتحضر بمضمونه القيمي والاخلاقي والاصلاحي، لا ان يستغل الاقتصاد من قبل الرأسماليين والمتنفذين بدافع الاصلاح،ولا ان يحصر الاستثمار بأيديهم فقط، ولا للاستحواذ القسري على خيرات الاوطان، من قبل فئة قليلة تتحكم بمصير الشعب، كما يحدث في العديد من الدول .

وحتى لا تشهد الشعوب ارهاصات متعددة في سلسلة متكاملة الحلقات، ولتبقى الطبقة البرجوازية في هذه الدول، هي كما هي متنفذة على كل القطاعات بقيمها الفكرية المهيمنة على عقول الناس ومقدراتهم، تحت شعار الاصلاح الديني، أو الاصلاح الاقتصادي، او الاصلاح المجتمعي .

فهناك من يقوم بالعمل الاصلاحي الفردي مواكباً للتحولات المطابقة للغرب بقيمه ومبادئه واخلاقياته، في عملية مجتمعية مركبة، فكيف ستشهد تلك الدول عصراً ذهبياً بالتحضر والرقي، وهناك تراجع ديني واخلاقي . ــ الدستور

مواضيع قد تهمك