الأخبار

رمزي الغزوي : الرياضة جسر لخدمة الحياة

رمزي الغزوي : الرياضة جسر لخدمة الحياة
أخبارنا :  

لم تكن الرياضة في يوم من الأيام هدفاً أو غاية بحد ذاتها، بل وسيلة سامية لتطوير الناس وتهذيبهم وصقلهم وجعلهم يتقبلون الآخر ويرون الخسارة كالفوز تماماً. هي مثل النهر الذي يشذّب ويهذب حجارته ويجعلها ملساء من غير سوء. هي حاجة ضرورية لتحرير بني الإنسان من غرائز العدوانية والغرور والطيش والعنجهية.

ما أدركته أن هناك من يزال يرى الرياضة هدفا بحد ذاتها، ولا يراها أداة من أدوات بناء المجمعات ودعم أركانها وتطويرها.

فماذا يقصد بأن تكون المباريات والمنازلات الرياضية بلا جمهور؟. ما الفائدة منها وما قيمتها وما أهميتها. وما الذي جعل الأمم عبر التاريخ تبني المدرجات والملاعب العملاقة المكلفة إن كانت النزالات الرياضية بلا مشجعين ومستمتعين؟

في أجواء جائحة كورونا ابتكرت النوادي العريقة في الدول الراقية تقنية الجمهور الافتراضي كي تبدو مدرجات الملاعب مليئة بالجماهير المشجعة والمتفاعلة مع أحداث المباريات. اللاعبون أنفسهم ضجوا بالشكوى والتذمر وعدم الحماس لأنهم لم يستسيغوا اللعب بلا تلك الهتافات والأصوات الصاخبة.

قرار الاتحاد يعالج العرض لا المرض. فعيوب المجتمعات لا تصنعها الرياضة، ولكنها تسهم في إظهارها وكشفها وجعلها في ميدان التفاعل والفعل. ولهذا فغياب الجماهير عن المباريات لا يقتل العيوب ولا يطمسها أو يشفيها، إنما فقط يؤخر انفجارها. وهنا يجب أن نمتلك شجاعة المواجهة مع الذات، والحكمة في مقاربة العلاج بغير هذه الطريقة.

كرة القدم لم تكن يوما مسألة كرامة، ولو كانت كذلك لما تركت الدول شباباً يافعين يديرونها ويركلونها بأقدامهم. بل كرة القدم رياضة تصلح طريقا فعالة في توحيدنا ونظمنا بخيط الولاء والمحبة للحياة والناس وتقدير اختلافنا عنهم لا خلافنا معهم.

ثم لمصلحة من تركنا هؤلاء المزعبرين يشرخوننا ويشظوننا طيلة هذا الزمن. ربما علينا أن نقلب الطاولة الآن على قناعات قبيحة تسودنا؛ لنواجه حقائقنا بشجاعة التعقل والمبادرة في أن تكون الرياضة جسراً لخدمة الحياة، لا خنجراً في خاصرتها.

ــ الدستور

مواضيع قد تهمك