الأخبار

د . هزاع عبد العزيز المجالي : سري للغاية.. تعديل أم تشكيل؟!

د . هزاع عبد العزيز المجالي : سري للغاية.. تعديل أم تشكيل؟!
أخبارنا :  

في العادة يستخدم مصطلح سري للغاية للدلالة على أهمية بعض المراسلات التي تتم بين مؤسسات الدولة.. حيث يتم فيها إرسال وثائق أو معلومات ذات طابع سري لا يجوز الاطلاع عليها إلا لمن هي مرسلة له.. وتعتبر الأجهزة الأمنية والعسكرية الأكثر استخداما لهذه الطريقة، عندما يكون الكشف عنها قد يؤدي الى تهديد أمن الدولة.

أما مصطلح (للغاية)، يكتب للدلالة على عدم جواز الاطلاع عليها من احد وكما يقال تحت (طائلة المسؤولية القانونية) بل أن القانون اعتبر إفشاء الأسرار جريمة ترتب عقوبة تأديبية وجزائية في حال وصولها للقضاء. فإذا ما استثنينا الاجهزة الامنية والعسكرية فإن مصطلح سري للغاية لم يعد في زمننا ذات أهمية، فاصبحنا نرى العديد من القرارات الصادرة عن الادارات العمومية تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي،وعلى الاخص المواقع الإلكترونية تتعلق بخفايا ما يجري في مؤسسات الدولة، والغريب أن تلك الاخبار تنشر وتروج وبطريقة لا تخلو من الآثارة والتشويق، وبالعادة ما يذكر في الخبر أن المعلومات من مصدر موثوق.

فإذا ما قبلنا بأن هناك أخبارا يتم نشرها من الحكومة أو مؤسساتها وكذلك مقالات وتحليلات لصحفيين يتم نشرها من باب الاجتهاد الصحفي، فإننا نتحدث هنا عن الأخبار التي تنشر من باب المعلومات المسربة تحت مسميات مثل: مصدر رسمي أو مصدر مطلع أو مصدر موثوق أو جهات صاحبة قرار أو نقلاً عن أو تسريب معلومات في لقاءات ومجالس خاصة، والأدهى من ذلك بل والمضحك استخدام عبارة (علمت العصفورة) أو أن يتم إدراجها كمجموعة تحت مسمى أسرار الدولة او أسرار عمان.

نعلم أن بعض المواقع الإلكترونية لها أعين ومخبرون في بعض مؤسسات الدولة تقوم بتزويدها بالأخبار، كما يقال أولاً بأول، بل ان بعضا من تلك المعلومات تصل إلى «الموقع» قبل أن تصل إلى الجهة المرسلة اليها، فإذا ما قبلنا أننا مع حرية الرأي، وأن الإعلام بصفة عامة (السلطة الرابعة) وهي عنصر مهم في الرقابة على ما تقوم به الحكومات، وأن كثيرا من المسؤولين أصبحوا يخافون من اتخاذ القرار خوفاً من السخط الإعلامي، لكننا بالمقابل لا نقبل قيام بعض الإعلاميين بابتزاز المسؤولين لتحقيق مآرب شخصية والتكسب، وإلا لأصبح المسؤول ضحية الحملات والتشويه الإعلامي، لاسيما في البرامج التي تحظى بمتابعة شعبية، ولولا الحذر من رفع دعاوى التشهير لذكرت لكم الأسماء والبرامج والأرقام الخيالية لرواتب هؤلاء الذين يعتمدون على اسلوب الإثارة والتشويق وبأسلوب (الردح الإعلامي)، لجذب المستمعين والمشاهدين باعتبارهم المدافعين عن حقوق المواطنين، وبطبيعة الحال نحن هنا لا نعمم بل نتحدث عن فئة المسترزقين لا أكثر.

كثر الحديث في الأونة الاخيرة في وسائل التواصل الاجتماعي عن تعديل حكومي، وهناك من يتحدث عن إعادة التشكيل، وهناك من يتحدث عن التغيير والرحيل، وما بين علمت العصفورة، والمصدر المطلع، وبات في حكم المؤكد، أصبحت الأخبار المتداولة على كل لسان، حتى أن البعض بدأ بتداول الأسماء المرشحين للدخول أو الخروج من الحكومة، وبطبيعة الحال إما للتأثير على عمل الحكومة والمشاغبة عليها، أو من باب التذكير. ــ الراي

مواضيع قد تهمك