الأخبار

م . فواز الحموري : رحمك الله يا أم سعيد

م . فواز الحموري : رحمك الله يا أم سعيد
أخبارنا :  

رحلت إلى دار الحق المرحومة أمينة إسماعيل إبراهيم صوبر، أرملة المرحوم موسى برمامت وهي من السيدات الأردنيات الرائدات والتي قطعت مسيرة طيبة من الصبر والهدوء والحزم إلى جانب من الثقة والاحترام والتقدير للجميع بابتسامتها ولهجتها الشركسية المميزة.

من عائلة طيبة ومن طرف أسرة صوبر وبرمامت والتي قدمت للأردن من الوفاء والإخلاص والإيثار والحرص على المساهمة الإيجابية لمسيرة العطاء والبناء والتحدي والصبر وتربية الأبناء والبنات بشكل لائق ومقدر ومحترم.

ذات مرة تشرفت بالتعرف على الزميلة والأخت الفاضلة ابنتها جانيت برمامت من خلال مقابلة رسمية للانتقال إلى مركز وزارة التربية والتعليم وذلك عام 1990، شعرت ولمست معنى التربية والبيت الذي خرّج مثل تلك القامة الشركسية الأردنية والتي تعمل في سلك الدولة بحزم والتزام ومرونة وحسن معاملة واحترام لمعنى الزمالة ورسالة وأمانة الوظيفة الحكومية دون الالتفات لأي مغنم ومكسب وامتياز، انتقلت بفضل المقابلة والشفافية والأخت الفاضلة والكريمة والزميلة ومديرتي فيما بعد.

سرعان ما تشرفت بمعرفة ابنة ثانية للمرحومة أم سعيد وهي توجان برمامت والتي عملت في مركز ودائرة صنع القرار في وزارة التربية والتعليم وبقيت مثل جانيت مخلصة للعرش الهاشمي والوظيفة العامة والمحافظة على قيم الاحترام والصداقة والزمالة الحقيقية وعدم الخلط ما بين المصلحة العامة بالخاصة أبدا.

مرات قليلة تلك التي تشرفت من خلالها بمجلس أم سعيد، والتي كانت تخاطب الجميع بلهجة شركسية وعربية مميزة، تزينها بضحكات وتوصيات ونصائح للأجيال من حولها وتترك لنظرتها الاستغراق بمدى الزمن وحكاية الأردن ومعيشتها في بيتها في شارع الأمير محمد قبل الانتقال إلى بيت خلف رئاسة الوزراء في جبل عمان.

سعيد من الرموز الوطنية والتي خدمت في دار رئاسة الوزراء و مؤسسة الإذاعة والتلفزيون وساهمت جيهان ومن خلال عملها في وزارة الصناعة والتجارة في مسيرة التطور والتحديث في العلاقات الأردنية العربية والدولية ومتابعة الملفات ذات العلاقة بها.

ظلت أم سعيد الملجأ للجميع؛ تفتح دارها للرواد من أطياف النسيج الأردني الطيب، عاشت أم سعيد غنية النفس، طيبة المعشر، تلم من حولها الجميع بحنان وأمل وتطلع إلى المستقبل والخير في الناس وفي الأردن الحبيب.

حملت أم سعيد بنسبها لآل صوبر ولآل برمامت، والتنشئة الطيبة لها في كنفها وقدمت للمجتمع سعيد وبناتها، نماذج مميزة في حسن التعامل والخلق والنزاهة والتواضع إلى جانب قوة الشخصية والحزم والانتماء والشجاعة وتلك قيم ما تزال تتوارثها الأسر الأردنية العريقة بفخر واعتزاز.

أم سعيد، هي أم أردنية، كافحت من أجل أسرتها الصغيرة بعد وفاة أبو سعيد، وصبرت الصبر الجميل وعاشت وربت أسرة طيبة ومخلصة وملتزمة، وصادقت الجميع وظلت على تواصل مع من تسعفها ذاكرتها للسؤال عنهم و تفقد أحوالهم وفي جميع المناسبات.

رحمك الله يا أم سعيد، نسأل الله لك الرحمة والمغفرة وأن يسكنك فسيح جناته، ويبارك في ذريتك الصالحة والتي ما تزال تعمل وتسعى من أجل رفعة الأردن وتآلف الأسرة الأردنية الواحدة ومحبتها لبعضها البعض بنبل وسمو ورفعة. ــ الراي

fawazyan@hotmail.co.uk

مواضيع قد تهمك