م. زيد نفاع – أمين عام حزب "عزم" : يوم الاستقلال: مسيرة شعب وقيادة وعزم... نُحصّن الإصلاح ونحمي الوطن

الاستقلال ليس مجرد تاريخٍ يُروى، بل هو انعكاسٌ لكرامة الشعوب وتكريسٌ لسيادة الدول. إنه التعبير الأسمى عن عزم الأحرار، وعنوانٌ لفخر الأمم وعزّتها.
في حضرة المجد، تتجدد ذكرى الاستقلال، لا كحدثٍ تاريخي فحسب، بل كعنوانٍ لكرامة أمة، وشموخ وطن، ووفاءٍ لقيادةٍ حملت الأمانة عبر الأجيال. ففي الخامس والعشرين من أيار، كتب الأردنيون بمداد الفخر ميلاد دولتهم الحرة، السيّدة، المستقلة، تحت راية الهاشميين المظفّرين الذين شكّلوا، عبر عقود الاستقلال، درع الوطن وسنده، وقادوا مسيرته بثبات نحو البناء والإصلاح، مستلهمين الرؤية العميقة والحكمة الراسخة.
وفي ظل قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، بات عيد الاستقلال محطة وطنية متجددة لإطلاق المبادرات الكبرى، وفي طليعتها الإصلاح السياسي، وتعزيز التعددية الحزبية، وبناء نموذج ديمقراطي أردني راسخ، يُجسّد المشاركة الشعبية الفاعلة، ويحمي الوطن من أعدائه، الظاهرين منهم والخفيين، الذين يتربصون به بالشائعات والتشكيك.
منذ الاستقلال، والأردن يمضي بخطى واثقة نحو بناء دولة حديثة تستند إلى الدستور، وتحفظ كرامة المواطن، وتعتمد على وعيه ومشاركته الفاعلة في صنع القرار. وقد حملت القيادة الهاشمية، منذ الملك المؤسس عبد الله الأول، مرورًا بالملك طلال والمغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال، وصولًا إلى جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه ، راية الإصلاح والانفتاح، واضعةً المواطن في قلب المعادلة الوطنية.
وفي العقدين الأخيرين، تعزّزت هذه المسيرة من خلال خطوات إصلاحية واضحة، من أبرزها تشكيل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، التي وضعت رؤية متكاملة لتفعيل الحياة الحزبية، وتمكين الشباب والمرأة، وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية عبر قانوني الانتخاب والأحزاب الجديدين.
وقد جاءت هذه الجهود استجابةً لطموحات الأردنيين في نظام سياسي حديث يعزز الديمقراطية، ويكرّس التعددية الحزبية البرامجية، ويفتح المجال أمام الأحزاب الوطنية لتكون أدوات فاعلة في بناء السياسات العامة وخدمة الوطن.
وفي هذا السياق، يبرز حزب "عزم" كنموذج ناضج للعمل الحزبي المسؤول، الذي يتفاعل مع قضايا الوطن بوعي وواقعية، ويضع المصلحة الوطنية العليا للدولة الأردنية فوق كل اعتبار. يلتزم منتسبو الحزب، في مختلف مواقعهم، بالثوابت الأردنية، ويمتازون بولائهم المطلق للقيادة الهاشمية، وإيمانهم العميق بدورهم في إنجاح مشروع الإصلاح السياسي، من خلال الحوار، والانخراط البنّاء، ومقاومة كل أشكال الشعبوية والتشويش.
وفي هذه المناسبة الوطنية الخالدة، نُحيّي جميع منتسبي "عزم" على مواقفهم الثابتة، ووقوفهم صفًا واحدًا خلف الوطن وقيادته، مؤكدين أن دور الأحزاب لا يقتصر على التنافس، بل يشمل حماية الوعي الوطني من الشائعات الهدامة، وحملات التشكيك، ومحاولات زعزعة الثقة بمؤسسات الدولة.
فالوطن اليوم بأمسّ الحاجة إلى كل يدٍ تبني، وكل صوتٍ يعقل، وكل جهدٍ يُحشد من أجل الحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته. وفي ظل التحديات الإقليمية والدولية، تزداد أهمية التماسك الداخلي ووحدة الصف، وهو ما تعمل عليه الدولة الأردنية بكل مؤسساتها، وفي مقدمتها قواتنا المسلحة الباسلة – الجيش العربي المصطفوي – وأجهزتنا الأمنية الساهرة التي تواصل الليل بالنهار لحماية الأرض والإنسان.
فالاحتفال بعيد الاستقلال ليس مجرد وقفة مع الماضي، بل هو محطة لتعزيز الثقة بالمستقبل، والإيمان بأن الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الواعي، سيظل عصيًا على كل من يحاول النيل من وحدته وأمنه واستقراره، أو التشويش على مسيرته الوطنية والقومية في خدمة القضايا العربية والإسلامية.
فلنمضِ جميعًا – أحزابًا، ومؤسسات، ومواطنين – بعزم لا يلين، ومجد لا ينكسر، خلف راية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، وولي عهده الأمين، سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، نحو أردنٍ أفضل: ديمقراطيّ، تعدديّ، آمن، نهضوي، ومزدهر، بعزم وإصرار الأردنيين أصحاب الهمم العالية والإخلاص الأصيل.
فالأردنيون، وعلى رأسهم أبناء المؤسسة العسكرية والأمنية، هم الأصدق قولًا وفعلاً، كما عبّر عنها قائد الوطن المفدى، حفظه الله ورعاه.