الأخبار

حمادة فراعنة يكتب : تحولات سياسية طارئة

حمادة فراعنة يكتب : تحولات سياسية طارئة
أخبارنا :  

تحولات سياسية لافتة في منطقتنا العربية، ليست شكلية، ليست إجرائية، بل تسير باتجاه التأثير على المشهد السياسي برمته.
العربية السعودية بوساطة صينية أجرت مفاوضات مع إيران، خففت أو اختزلت من حالة التعارض والشدة بين البلدين، وفرضت حالة من الاتزان في اشكال التعامل بين العاصمتين، خدمة للمصالح المشتركة بينهما، وحصيلة ذلك أن العربية السعودية، لم تذعن لأفكار واقتراحات تطبيع العلاقات مع المستعمرة الإسرائيلية، واشترطت أن يتم ذلك عبر التجاوب مع مصالح الشعب الفلسطيني، وحل الدولتين، وإقامة الدولة المستقلة، مما يعني الاستقلال السياسي، وحرية الاختيار، لدى الرياض والثقة بالنفس.
الرئيس الأميركي قرر فتح المفاوضات مع إيران بدون التشاور المسبق مع نتنياهو الذي فوجئ ببدء المفاوضات الأميركية الإيرانية التي عقدت سلسلة لقاءات واجتماعات ثنائية في أكثر من بلد، باتجاه التوصل إلى اتفاقات يتم ترتيبها وصياغتها.
والولايات المتحدة تصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع اليمنيين، بدون معرفة نتنياهو، وبدون استشارة مسبقة مع مؤسسات المستعمرة الإسرائيلية.
رئيس الوزراء القطري، أجرى مباحثات في واشنطن، ويبدو تم الاتفاق على صيغة ما بشأن فلسطين، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وترامب يتصل مع نتنياهو ليطلعه على ما تم الاتفاق عليه، ويصل وزير الشؤون الاستراتيجية لدى حكومة نتنياهو إلى واشنطن ويلتقي مع الرئيس ترامب، ويتم تمرير خبر أن ترامب قطع الصلة مع رئيس حكومة المستعمرة، على خلفية عدم تجاوبه مع خطة وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.
صفعتان وجههما ترامب إلى نتنياهو: 1- فتح المفاوضات مع إيران، 2- التوصل إلى إتفاق مع أنصار الله في اليمن لوقف إطلاق النار، إضافة إلى انه سبق وأن فتح مفاوضات مباشرة مع حركة حماس، بدون معرفة الإسرائيليين، ولكنها لم تنجح في حينها، وقد تتكرر لاحقاً.
واشنطن تهدد تل أبيب، أنها ستذهب باتجاه التفاوض مع حماس، بدون مشاركة الإسرائيليين، مما يجعل الوضع مأزوماً، رغم الدعم القوي الذي قدمته واشنطن إلى المستعمرة، منذ بداية حرب أكتوبر الاسرائيلية ضد قطاع غزة، ردا على مبادرة طوفان الأقصى الفلسطينية، سواء في عهد الرئيس السابق بايدن أو الرئيس الحالي ترامب.
الرئيس الأميركي يصل منطقتنا العربية الاسبوع المقبل، ويزور ثلاث عواصم عربية خليجية، ويتطلع نحو الحصول على مكاسب مالية ببيع الأسلحة، وجلب المزيد من الاستثمارات لهذه العواصم في السوق الأميركي.
التاجر ترامب يبحث عن المكاسب المالية للأميركيين، ولا تلجمه السياسات الأميركية الداعمة للمستعمرة، ويريد أن يقول ويوضح لكل الذين يقعون بضيق الافق أن سياسة المستعمرة تتحكم بالسياسة الأميركية، وهو يريد التوضيح أن الوقائع والحقائق عكس ذلك تماما، وهي أن المستعمرة تنفذ سياسة الولايات المتحدة وتخدم مصالحها، وأن تل أبيب أداة خادمة للمصالح الأميركية، وأن المستعمرة لا تستطيع الإقدام على فعل لا تريده واشنطن ولا يخدم مصالح الأميركيين ونفوذهم في العالم العربي.
تحولات واضحة جدلية لمن يسعى للتدقيق والفهم والاستيعاب، والأيام المقبلة مفتوحة على المتغيرات العديدة القائمة على هذه التحولات. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك