الأخبار

ابراهيم قبيلات يكتب : ماذا بعد ؟ سؤال يُلاحقنا كظلٍّ في عالمٍ ينهار

ابراهيم قبيلات يكتب : ماذا بعد ؟ سؤال يُلاحقنا كظلٍّ في عالمٍ ينهار
أخبارنا :  

إبراهيم قبيلات
اعلم أنكم مثلي في هذا.. تلك اللحظةالتي تمسك فيها هاتفك بيد مرتعشة، تُدير عينيك بين الأخبار والتحليلات، باحثًا عن إجابةٍ وحيدة: ماذا بعد؟
ما الذي ينتظرنا بعد كل هذا الدمار الذي يُحيط بنا؟ بعد ذبح غزة وتجويعها، ومطاردة كل بصيص حياة فيها؟ نعم، أدرنا ظهورنا للكارثة، لكن السؤال المُقلق يبقى: ماذا سيأتي بعد أن تُغمض العينين؟
المنطقة تغلي.. والعالم يئنّ، نحن لسنا سوى مُشاهدين في فيلم رعبٍ لا نعرف نهايته.
كسائقٍ علِقت سيارته في منحدر، والمكابح معطلة.. نعلم أن الاصطدام قادم، لكننا لا نعرف إن كان بعد دقيقة أو عقدٍ من الزمن.
وفي أحسن الأحوال، صِرنا كالماعز في معسكرات الذبح.. ننتظر دورنا بينما يختار التاجر ضحيته التالية.
انفجارات إيران رسائل صامتة وحسابات مُعلَّقة. مساء السبت، اهتزت مدينة كرج الإيرانية بصدى انفجارٍ غامض، تبعها تفعيل منظومات الدفاع الجوي غرب طهران، وطلقاتٌ متتاليةٌ في السماء.
السؤال: هل هذه معركة أمريكية-إسرائيلية صامتة؟
من قوة الانفجارات، شعر السكان بزلزالٍ خفيف.. دليلٌ على أن هذه ليست مُناوشات عابرة، بل ضرباتٌ مدروسة. لكن إلى متى ستُحافظ إيران على "حق الرد" المعلّق؟
السويداء مروحية "إنسانية" وغضبٌ يُلملم الصفوف، في الجبهة السورية، هبطت مروحية إسرائيلية في السويداء محملةً "بمساعدات" للدروز، في سابقةٍ خطيرة تزامنت مع أعنف الغارات علىسوريامنذ أشهر.
ردَّ يحيى الحجار، قائد حركة رجال الكرامة، بلهجةٍ لاتقبلالمساومة: لن نسلم السلاح.. كل أهل الجبل يدٌ واحدة، ولا عدوّ داخلي بيننا.
كلماتٌ تُلخّص مفارقة الوضع : "العدو" يقدم "المساعدة"، بينما تُشعل الغارات نار التوتر.
تهويد الضفة، الجرح الذي ينزف بصمت، ووسط هذا كله، يُواصل كيان الاحتلال مشروعه الأقدم: تهويد الضفة الغربية.
العناصر الاستيطانية تزحف كسيلٍ من الجراد، بينما العالم ينشغل بصراخ غزة. هنا، تُكتَب التفاصيل الأخيرة لمأساةٍفلسطينيةٍ لا تُذكَر في نشرات الأخبار.
القلق لم يعد كافيًا لوصف ما نشعر.. لقد تجاوزناه إلى الفزع. العالم بأسره يعيش على حافة الهاوية: أزمات اقتصادية، حروب بالوكالة، وأنظمة تتهاوى. لكننا هنا — في شرق المتوسط — نعيش الانهيار مُضاعفًا.
اليوم، لم نعد نسأل عن "لماذا"، بل عن "متى" ؟
متى ستنفجر الحرب الإقليمية التي تُلمّع أسلحتها الجميع؟
متى سيسقط آخر جدارٍ للوهم؟
ربما لا إجابة..
لكن علينا ألا نتوقف عن السؤال.
ففي زمنِ اليقينيات الميتة، يبقى البحثُ عن الحقيقة هو البوصلة الوحيدة.
نعم، الهواتف بين أيدينا لن تجد جوابًا، لكنها قد تُضاء شمعةً في ظلام هذا الليل الطويل.

مواضيع قد تهمك