الأخبار

محمود الزيودي يكتب : حكايا عن المخابرات 7 - 7

محمود الزيودي يكتب : حكايا عن المخابرات 7  7
أخبارنا :  

مخزن في مراعي بعارين بني صخر زمان اول

قبل الانتخابات النيابية وقبل تفريخ الأحزاب التي نجح بعض منتسبيها في الانتخابات النيابية وقبل حرب حماس مع إسرائيل.. منذ عام 2021 تابعت دائرة المخابرات العامة نشاطا مشبوها لبعض المتآمرين.. لم تكن البدايات تدعو لقرع الاجراس. ولكن كل جهاز مخابرات في العالم يعتبر الأشياء الصغيرة نواة لفعل اكبر.. تتراكم المعلومات عن الأطراف ولكن لا بد من الوصول الى الرأس المدبر.. وإذا كانت الحركة تحضيرا لسلاح ومتفجرات وصواريخ. فلا بد من التنبيش بهدوء حتى يصل فرسان الحق الى مصنع النقيرة..

أربعة أعوام من العمل والمتابعة الحثيثة.. حينما اقتربت الخلية من صناعة النموذج الأول من الصاروخ. تحرك فرسان الحق للقبض على أفرادها في شهر شباط الماضي.. خلال أربعة أعوام كانت المخابرات العامة ترصد حركات وسكنات 16 رجلا ينتمون الى جماعة الاخوان المسلمين.. خلال الحجز والتحقيق قرأنا اعلانا على الشبكة العنكبوتية يدعو الى مسيرة احتجاجية في شوارع عمان للافراج عن اثنين من المعتقلين.. رجل الشارع الأردني اعتقد انهم نشطاء مظاهرات ومسيرات.. ولم يعلم انهم كانوا يعملون في مخرطة بمراعي بعارين بني صخر القديمة بالنقيرة. لصناعة صواريخ من عيال عم الصاروخ غراد الأقل كلفة من بين صواريخ جيوش العالم.. طوّره الاتحاد السوفييتي من قاذفة الكاتيوشا ولم تستطع تشيكسلوفاكيا ايصاله من القاذفة الى الهدف اكثر من المسافة بين رم والديسة والطويسة.. وورشة لتصنيع الأسلحة واختبارها في الزرقاء.. فيما كان الأردنيون يفكرون بالهم اليومي من غلاء الأسعار ونسبة البطالة ويتابعون انزال الأغذية والأدوية والخيام من طائرات سلاح الجو الملكي الأردني على ارض غزة وقد شارك مليكهم وولي عهده في تلك العمليات.. ونجاح المستشفيات الميدانية الأردنية في غزة بتركيب الأطراف الصناعية للغزاويين من مختلف الاعمار. وجهود جلالة الملك عبدالله الثاني في استقدام الفي طفل غزاوي مصاب بالسرطان للعلاج في المملكة بعد أن فقدوه في غزة..

فوجئ الأردنيون بشاشاتهم الفضية تعرض بالصوت والصورة عملية تخريبية بالأسلحة داخل الوطن.. ترددت الأخبار في جميع انحاء العالم عن مخططات إرهابية نفذتها خلية على صلة بجماعة الإخوان المسلمين غير المرخصة، كانت تعمل على تصنيع صواريخ داخل الأردن منذ عام 2021، قبل أن تتمكن المخابرات العامة من ضبط عناصرها في شباط الماضي.. ثلاثة عناصر رئيسة، بدأت بمخططاتها بعدما طرح عليها محركٌ رئيسي فكرة تصنيع الصواريخ في الأردن

الرجل المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين غير المرخصة وفق اعترافات المتهمين بالخلية.. هو المتهم الرئيس ذاته الذي يحاكم أمام محكمة أمن الدولة في قضية نقل وتخزين نحو 30 كلغ من مواد شديدة الانفجار (SEMTEX-H) (C4) و (TNT) وهي معروفة لجميع العسكر في العالم بشدة انفجارها وبعضها يستخدم في تفجير المباني القديمة التي استهلكت عمرها.. امتدت علاقات الخلية الى مسؤولها التنظيمي في بيروت للتدريب والتمويل.. المعدات والأدوات التي تم ضبطها كان من شأنها أن تنتج 300 صاروخ مماثل للنموذج الذي جرى العمل على تصنيعه والذي يقدر مداه وفقاً للتحليل الفني بين 3 – 5 كلم، ما يعني تشكيله تهديداً على أهداف داخل الأردن..

كل هذا النشاط الإرهابي كان تحت سمع وبصر المخابرات الأردنية خلال أربعة أعوام من المتابعة.. لم نعرف كم كلفة حركة الضباط الأردنيين ونفقات المواصلات والاتصالات خلال هذه الأعوام الأربعة.. بالإضافة الى السهر والغياب عن العائلة ومغادرة فراش النوم أو مائدة الطعام في اية لحظة..

نفت جماعة الإخوان المسلمين في المملكة أي صلة لها بالأفراد المتهمين في مؤامرة التخريب في البلاد، ووصفته بأنه أعمال فردية.. ترى هل يغيب عن بال أي حزب أو جمعية انشغال 16 عضوا وزميلا بأمر لا يعرفون عنه؟.. أما المستغرب في كل هذا هو فزعة حركة حماس من غزة تطالب بالافراج عن الـ 16..

في الأيام القادمة سنسمع من مدعي عام محكمة امن الدولة ومن الستة عشر متهما. أكثر بكثير مما قرأنا وسمعنا في وسائل الاعلام.. ولا شك أن العين الساهرة في المخابرات العامة الأردنية ستنشغل بقضية أخرى.. فمنذ تأسيس الإمارة نواة المملكة الأردنية الهاشمية الأولى وحتى اليوبيل الفضي للمملكة الرابعة.. ونحن نواجه العواصف والانواء والمؤامرات

مواضيع قد تهمك