علاء القرالة : فعّلوا المهرجانات.. ولا تلتفتوا للمزاودين

لا يمكن أن نرى موسماً سياحيّاً نشطاً جداً دون تفعيل «المهرجانات الغنائية» والسينمائية، فما نتوقعه من «مهرجان جرش» مثلاً لهذا العام يجب أن يكون مختلفاً تماماً عن نسخته في العام الماضي، بعد أن تحول إلى ساحة للمزايدات ومن مدّعي بطولات الوهم، ولهذا يجب ألا نلتفت لتلك الهرطقات والمزاودات على حسابنا، فلماذا علينا تفعيل المهرجانات؟
للأسف مهرجان جرش، الذي لطالما كان رمزاً ثقافياً وجاذباً سياحياً ويستقطب ابرز نجوم الفن والثقافة، تعرض في العام الماضي لهجمة مزاودات، انتهت بإغلاق المسرح الجنوبي لأول مرة في تاريخه إرضاء لفئة من «الناشطين» و"منظري السوشال ميديا والمزاودين»، الذين يخلطون بين التضامن وحرمان الناس من حقهم في الفرح والعمل ويحرمون اقتصادنا من فرصة ثمينة.
تخيلوا أن و"كلاء الحفلات"و"المهرجانات» في المملكة «جمدوا أعمالهم» العام الماضي، ما حرمنا من وجود فنانين كبار لا يأتون فقط للغناء بل يجلبون آلاف السياح، وينعشون الاقتصاد ويوفرون فرص عمل لمئات الأردنيين ومجتمع الفن والثقافة الاردني، فهل نعاقب أنفسنا باسم «التضامن»، بينما دول مجاورة احتضنت الفعاليات واستفادت اقتصاديا وسياحيا دون أن تتخلى عن مواقفها السياسية الانسانية تجاه غزة.
إقامة المهرجانات الفنية والثقافية ليست مجرد ترفيه، بل استراتيجية اقتصادية سياحية تساهم في تنشيط قطاعات متعددة مرتبطة مع النشاط السياحي، وهنا من لا يرغب ولا يريد الحضور فله مطلق الحرية، وأما فرض رأيه على الآخرين فذلك أمر مرفوض تماما ولا نريد ان يسمح به هذا العام كما في العام الماضي.
نحن ومن خلال اقامة المهرجانات لا ننتظر من المزاودين أن يشاركوا أو يحضروا، فالهدف منها هو تنشيط السياحة وتفعيلها والمنافسة مع دول لم تعر «المزاودين» في دولهم أي وزن ولم تلتفت لهم على الاطلاق، فالمصلحة الاقتصادية وتشغيل الأيادي العاملة شيء، والتضامن بالتبرع والمساندة شيء آخر.
خلاصة القول؛ لا نريد مهرجان جرش باهتاً هذا العام، بل نريده قوياً ممتلئاً بالحياة والنجوم والزوار من كل دول العالم، ولهذا فعلى الحكومة دعم «ادارة مهرجان جرش» ومنظمي المهرجانات فهم رافعة حقيقية للسياحة الوطنية وجزء مهم من ترويج السياحة للمملكة، فمن لا يريد الحضور ولا المشاركة فما عليه إلا أن «يعمل نفسه نائماً»، وليكن شعارنا «لا للمزاودة» ونعم للفن.. نعم للحياة.. ولن نستغني عن غزة. ــ الراي