د. عز الدين عبد السلام الربيحات : فِي عِيدِهِمُ الوَطَنِيِّ: سَواعِدُ تَبْنِي... وَقِيادَةٌ تُسانِدُ

في الأول من أيار من كل عام، يحتفل الأردنيون بعيد العمال، مناسبة وطنية تحمل في طياتها التقدير والامتنان لجهود العاملين في مختلف القطاعات، الذين ساهموا وما زالوا يساهمون في بناء الوطن وتقدمه. ويأتي هذا اليوم ليُجدد التأكيد على مكانة العامل الأردني في قلب الدولة، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، الذي لا يدخر جهدًا في دعمهم وتمكينهم.
«سواعد لا تعرف التعب... تبني وتُعلّم وتحمي»
من أعماق المناجم وأراضي الزراعة إلى خطوط الإنتاج في المصانع وورش الحِرف، ومن الصفوف الدراسية وغرف العمليات إلى الثغور العسكرية ونقاط الحراسة، تتكاتف سواعد العمّال والجنود في ملحمة وطنية واحدة. كلاهما يخدم الوطن بطريقته؛ فالعامل يبني ويُعمّر، والجندي يحمي ويصون، وكلاهما يقدّمان التضحية في صمت، ويضعان مصلحة الأردن فوق كل اعتبار.
ولا يقتصر عطاؤهم على الجهد البدني أو الإنجاز المهني، بل يتعداه ليجسد قيم الانتماء والانضباط والتفاني، ويجعل من عيد العمال محطة لتكريم كل من يحمل الوطن في قلبه ويخدمه بيده ، سواء في الميدان أو المصنع، في الصف أو على الحدود.
«رعاية ملكية متواصلة ودعم ثابت للعمّال»
لم يكن دعم جلالة الملك عبد الله الثاني للعمال ظرفيًا أو مرتبطًا بالمناسبات، بل شكّل دائمًا ركيزة أساسية في رؤيته الشاملة لتحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز الاقتصاد الوطني. لطالما كان جلالته نصيرًا للطبقة العاملة، وصوتًا داعمًا لهم في مختلف المحافل، مؤكدًا في كل خطاب ومناسبة أن الإنسان الأردني هو أغلى ما نملك، وأن تحسين ظروف العمال هو أساس لتحقيق التنمية المستدامة. وفي هذا الإطار، وجّه جلالته الحكومات المتعاقبة لاتخاذ خطوات حقيقية تصب في مصلحة العامل الأردني، من بينها رفع الحد الأدنى للأجور، وتوسيع مظلة الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي، وتحسين بيئة العمل، وتشجيع الاستثمار الذي يسهم في خلق فرص عمل جديدة. كما يحرص جلالته على دعم التدريب المهني والتقني، وتمكين الشباب والنساء من دخول سوق العمل بكفاءة، إيمانًا منه بأن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الأهم. ويُعبّر جلالة الملك في خطاباته دومًا عن فخره بجهود العمال، مشددًا على ضرورة تمكينهم وضمان حقوقهم، باعتبارهم شريكًا رئيسيًا في بناء مستقبل الأردن.
ويواصل سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، السير على نهج جلالة الملك في دعم العمال والوقوف إلى جانبهم، حيث يولي سموه اهتمامًا كبيرًا بقضايا الشباب والعمال، ويحرص على التواصل المباشر معهم في مختلف مواقع العمل. ويؤمن سموه بأن النهوض بالاقتصاد الوطني لا يتحقق إلا من خلال تمكين الأردنيين، خاصة فئة الشباب، وتعزيز قدراتهم وتأهيلهم لسوق العمل الحديث. وقد أطلق سموه عددًا من المبادرات الهادفة إلى دعم التدريب المهني والتقني، وربط مخرجات التعليم باحتياجات السوق المحلي، إضافة إلى تشجيع الريادة والابتكار. ويُعبّر سمو ولي العهد في لقاءاته المستمرة مع العاملين في مختلف القطاعات عن اعتزازه بجهودهم، مؤكدًا أن طموح الشباب الأردني وكفاءته هو محرك أساسي للتنمية والتقدم.
«ليس مجرد يوم... بل عهد مستمر»
يأتي عيد العمال ليؤكد أن تقدير العامل الأردني ليس فعلاً موسمياً، بل سياسة ثابتة، تتجلى في الخطط الحكومية والمبادرات الملكية الهادفة إلى خلق فرص عمل عادلة، وتحقيق التنمية القائمة على الكفاءة والعدالة والفرص المتكافئة.
في يومهم، يرفع الأردنيون القبعات احترامًا للعمّال الذين، رغم التحديات والصعوبات، يواصلون بذل أقصى جهدهم من أجل رفعة الوطن. وبين التقدير الشعبي والدعم الملكي، يظل العامل الأردني في صميم الاهتمام الوطني، باعتباره حجر الأساس في مسيرة البناء والتنمية.
كل عام والعمال الأردنيون بخير... فهم عصب الإنتاج، وقلب الوطن النابض، وسواعد المستقبل المزدهر.