أ. د. أسامة نصير : "في مصلحة الأردن العليا .. لا مكان للطبطبة

* الجامعات بوابة الوعي والانتماء
في الأوقات الحرجة والتحديات المصيرية، لا تُبنى الأوطان بالمجاملات، ولا تُحمى المصالح العليا بالتردد والطبطبة والمحاباة أو الوقوف في المساحات الرمادية.
إن الولاء الحقيقي للوطن لا يُقاس بالشعارات ولا بالتغني ببطولات من هم ضده تاريخياً ، بل يُقاس بالموقف، وبالقدرة على اتخاذ قرارات جريئة، واعية، ومبنية على المصلحة العامة لا الخاصة حيث لا مكان للتساهل مع المنتمين لخارج حصنه المنيع ، ولا مهادنة لمن يتاجر بمصالح الطلبة في الجامعات أو يحاول العبث بعقولهم.
فالدولة الأردنية، بقيادتها الحكيمة، لم تكن يومًا انفعالية في قراراتها، بل مارست دورها بعقلانية ورشد، واضعة المصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار، لأن هذا النهج الراشد هو ما حافظ على استقرار الأردن وسط محيط مضطرب، وهو ما يتطلّب من الجميع، خاصة النخب الأكاديمية والشباب، أن يكونوا على قدر الوعي بهذا الثبات والاتزان في إدارة المواقف.
وفي خضمّ هذه المسؤوليات الوطنية الجسيمة، يبرز دور الجامعات الأردنية كأحد أعمدة الاستقرار وبناء الإنسان، وكخط الدفاع الفكري الأول عن هوية الوطن ووحدته.
فليست الجامعات مجرد مؤسسات تمنح الشهادات، بل هي معامل لصناعة الوعي والانتماء، ومصادر لبناء شخصية الطالب الواعي بقضايا وطنه، القادر على التمييز بين الحق والباطل، وبين الوطنية الحقيقية والانفعالات المأزومة.
دور الجامعات يتأتى من خلال دعم الاستقرار والمساندة العقلانية وتعزيز الانتماء الواعي، بربط الطلبة بتاريخ الأردن وقيادته ولحمته واستقراره، وإنجازاته، وتحدياته، مما يرسّخ في نفوسهم الشعور بالولاء والانتماء دون مزايدة.
زرع ثقافة الحوار والعقلانية هي أبرز أدوار الأكاديميين في الجامعات لكي نصل بثقافة الحوار والعقلانية بكيفية التعبير لدى الشباب الجامعي عن الرأي بدون صدام، والاختلاف بدون خصومة، والمطالبة بالإصلاح دون تهوّر.
علينا أن نكون أكثر حرصاً في
مواجهة ردود الأفعال المأزومة لكي يكون الطالب القادر على التحليل والتفكير النقدي، أقدر على مقاومة المواقف المتشنّجة، وردود الأفعال التي تُلهب المشاعر ولا تخدم الحلول.
المساندة الواعية للدولة الأردنية من خلال الجامعات التي تخرج أجيالًا تؤمن بأن الدفاع عن الدولة لا يكون بضمر الشر للوطن ولا بالصمت المسموم ، بل بالفعل والموقف والفكر المتزن.
إن الجامعات بدورها الحقيقي، هي الصوت العاقل ، وركيزة الاستقرار، وامتداد مصلحة الأردن العليا.
وحين يكون الوعي هو السلاح، والانتماء المسؤول هو القاعدة، سنحمي وطننا من كل من يحاول العبث بثوابته، وسنثبت أن الأردن أقوى بأبنائه، وأن جامعاتنا ليست مجرد أبنية، بل قلاع وعي وفكر وانتماء.
* رئيس جامعة آل البيت