الأخبار

أ. د. وائل عبد الرحمن التل : خَلايا إرهابيّة خَبيثة

أ. د. وائل عبد الرحمن التل : خَلايا إرهابيّة خَبيثة
أخبارنا :  

عشتُ ليلةً عَصيبَةً وعَصبيّةً، وبألمٍ واستغرابٍ واستهجانٍ، وأنا أتابِعُ اعترافات أفراد الخلايا الإرهابيّة الخَبيثة، مرّةً ومرّتين وثَلاث، وقد جُلتُ خلالَها بالعقلِ في مساحاتٍ واسعةٍ وعميقةٍ لمعالمِ مَشاهِد ما بَعد الحَدَث، لو تمكّنتْ هذه الخلايا الإرهابيّة من تنفيذِ عملياتها الجُرميّة، كما تَمَعَّنتُ في تضاريس وجوه أفرادها، وهي وجوهٌ تُشبهُنا وتسكُن بيننا وتعيشُ معنا ونتعاملُ معها في أعمالِنا وأسواقِنا ونأكُلُ ونشرب، ورسمتُ تعابيرَها كيفَ كانت ستبدو صفائِحُها ونواجذُها وقد فَرِحوا وشارَكوا رؤوسَ موجِّهيهِم وداعِميهِم فرحتهم بنجاحِ تنفيذ هذه العمليات الجُرميّة بحقِّ وطنِهِم ومؤسساتِهِ العسكريّة والأمنيّة والمدنيّة ومقدّراتِهِ وممتلكاتِهِ وأبنائِهِ الذين هم مِن دمِنا ولحمِنا ولا عدوّ منهم بيننا.

إنّ أفرادَ الخلايا الإرهابيّة الخَبيثة ليسوا عَوامَاً وصغاراً لنجد العُذرَ لهم بجهلِهم وسهولةِ خِداعِهم وضعفِ قُدرتِهم على تمييز ما يُطرح عليهم من أفكارٍ وطبيعةِ مشاريعٍ وعلى تقدير مدى خطورتِها على وطنِهم، وهم ليسوا عاطلين عن العمل لنقول أغوتهُمُ الأموالُ وأعْمَت أعيُنَهُمُ عن أهدافِ مَن مَنَحَها لَهم، وهم ليسوا أعضاءَ في تنظيمٍ أو تكتّلٍ طارئٍ لنبرّر لهم ضعفَ فَهْمِ وعِلْمِ قياداتِهِم وضعفَ قدراتِهِم التنظيميّة وضبابيّة الفتاوى التي تضبطهم وتوجّههم لنقول ضَلَّ العالِمُ فَضَلَّ أتباعُهُ، وهم ليسوا ذوي تحصيلٍ علميٍّ أوّليٍّ لنحكم بسطحيّة قراءاتِهم ونوعيّةِ كُتُبِهم ومصادرِ معرفتهم، فبعضُهم خريجون في جامعاتِنا، وبتخصصاتٍ متميزة، كنّا نعوّل عليهم وعلى عِلمهم في إعمارِ بلدِنا وتطويرِ بُنيتِه التحتيّة وتحقيقِ براءاتِ اختراعٍ فيها تُسهم بجودةِ عجلةِ التّنمية الشاملة والمُستدامة، بل إنّ بعضهم هم في سُدّة الدرجات الحزبيّة الذين كنّا نعوّل عليهم وعلى انتمائِهم للوطن في كشف الفساد وتوثيقه ومحاربته، وفي مراجعة قوانيننا وتشريعاتنا وكشف ما يظهر فيها من خَلَلٍ وتقديمها للوطن والمساهمة في خطط معالجتها، وفي العمل على سدّ ثغرات العمل العام بالتنمية الإداريّة والصحيّة والتعليميّة والقضائيّة، وفي تقديم النُّصح للدولة والمسؤولين والسياسيين والاقتصاديين فيها، وفي تَلمُّسِ الخَطوات الكُبرى والمتّزنة التي تُسهم في دعم جُهود الأردنّ بالمحافل الدوليّة لدعم مواقِفنا ودعم القضية الفلسطينية والقضايا العربيّة ونصرة أهلنا في غزّة.

يحذّروننا دوماً من الشّيطان وَنَبْتِهِ، العدوُّ الخَفيُّ والأشدُّ ضراوة علينا ليوقِعَنا في أَسْرِهِ وسُلطانِه؛ فالشّيطان ينظرُ نقاطَ الضَّعفِ فينا ويلجُ إلينا من خلالها ليُزَيّنَ لنا باطِلَهُ وضَلالَهُ فيورّثُ العداوةَ بيننا والبغضاءَ فينا، ويعدُنا قتلَ بعضنا بعضاً، ويعدُنا الخَرابَ والتّدميرَ والخَوف، ويعدُنا الانحرافَ عن جادّةِ الصوابِ والحكمةِ والصّدقِ ظاهرِهِ وباطنِهِ، ويُبقينا مطمئنّين وفي سلامٍ داخليٍ مع أنفسِنا حتى لا نشعُرُ بأيِّ نُفورٍ مما يورِّثُنا ويَعدُنا، وننسى أنّ اللهَ تعالى وهبَنا وأنّ رسولَهُ الكريم هَدانا سبُلَ إِضلالِ الشّيطانِ وطرائقَ إغوائِهِ وإفسادِه، فيصيبنا الفشلُ والخُذلان.

نحمدُ اللهَ أنّ جهاز المخابرات العامّة الأردنيّة يتمتعُ بمهنيّةٍ وكفاءةٍ مكّنته من التعامُلِ مع المخاطرِ التي تُحيطُ بنا، ومع التّحدياتِ الاستثنائيةِ التي تواجِهنا، وإحباطِ المخططاتِ والعملياتِ الإرهابيّة، ومَنْعِ الاختراقاتِ الأمنيّة، وتعزيزِ أمنِنا الوطني والقومي وسلامة المواطنين والمقيمين؛ لذلك نحنُ نتوشّحُ بالعزّ والفَخار، وتتيهُ هاماتُنا اعتزازاً، بهذا الإنجازِ لجهاز المخابرات العامّة الأردنيّة ويقظته وحرفيّته العالية في إحباط هذه المؤامرة وردّ كَيد الكائدين والماكرين بوطنِنا وبمؤسساتِنا وبمقدّراتِنا وبممتلكاتِنا وبأبنائِنا، بعونِ الله وتوفيقِه، (ويَمْكرونَ ويَمكُرُ اللهُ واللهُ خيرُ المَاكِرين).

أخيراً: حفظَ اللهُ الأردنَّ أرضاً وشعباً وقيادةً، والسّلام.

مواضيع قد تهمك