د. امجد ابو جري آل خطاب يكتب: من الأحضان إلى أنفاق الظلام

تلك الفئة الضالة التي حاولت العبث بأمن الأردن واستقراره، طالما كان تيارهم وجماعتهم في حضن الدولة الأردنية، يعيشون بيننا، ويأكلون من خيرات هذا الوطن، ويحتمون بقوانينه ومؤسساته. لكنهم، مع ذلك، أرادوا أن يؤخذ الأردن من مأمنه إلى الفوضى، ومن الاستقرار إلى العتمة. لكن هيهات!
ففي هذا الوطن فرسان الحق، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، هم عين الأردن الساهرة على أمنه واستقراره، وقرة عين قائده ورمزه، ومحل ثقة كل الأردنيين من كافة الأصول والمنابت، من مخيماتها وريفها وباديتها ومدنها. هذا النسيج الوطني المتماسك لا يمكن لأي خلية ضالة أو فكر منحرف أن يخترقه أو يضعفه.
إن تلك الشبكة الإرهابية لم تكن تسعى فقط لخلخلة الأمن الداخلي، بل كانت تخطط لتحويل الأردن إلى ساحة حرب لا يستفيد منها إلا العدو الصهيوني، الذي لا يفوت فرصة في تنفيذ مخططاته التوسعية والإحلالية. ولكن، خسئوا وباؤوا بالفشل، فقد ارتطموا بجدار من اليقظة والوعي الوطني.
ونقول للمشككين: إن الاعترافات المصورة للإرهابيين، والبيان الصادر عن الجماعة نفسها، ليسا إلا دليلين قاطعين على نواياهم السوداء. فالمسألة لم تكن مجرد أفكار متطرفة، بل كانت تحركات ميدانية وتخطيطا لضرب أمن الوطن. لقد اختاروا الأنفاق المظلمة بدلا من حضن الوطن، وها هم اليوم يدفعون ثمنا لخيارهم، بينما يبقى الأردن عصيا على الانكسار، قويا بأهله، شامخا بقيادته