لما جمال العبسه : «التفاعل الاجتماعي».. ارتدادات الآراء غير المسؤولة

يواصل الأردن تأكيد مكانته كواحة للأمن والاستقرار في منطقة تواجه تحديات أمنية وسياسية متزايدة، ومع القبض على خلية إرهابية مؤخراً كانت تسعى لزعزعة الأمن الوطني في عملية تعد إنجازاً أمنياً مهماً ، تبرز أهمية مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية وتوحيد جهود المجتمع لمواجهة هذه التحديات.
في ظل هذه المعطيات الخطيرة والموقف الذي لا نحسد عليه ويحتاج من الجميع التعامل بمسؤولية وانتظار التصريحات الرسمية من الجهات الامنية والحكومة، بدأت تفاعلات مواقع التواصل الاجتماعي وتناقل تحليلات وآراء معظمها بعيد تمام البعد عن الصحة، بل وتعتمد على أهواء شخصية واسفة هنا ان اذكر انها ليست ذات وزن ولا قيمة، انما تلقى أذنا صاغية ورد فعل متجاوب احيانا معها لنقع في مستنقع أوهام بعض الاشخاص الذين يدعون ان لهم وجهة نظر يجب ان ينقلوها بل ويتداولها الناس.
هذه التصرفات غير المسؤولة سواء من المرسل أو المستقبل، خاصة من اولئك الذين قاموا بنشر معلومات غير دقيقة اثاروا ليس فقط فوضى على مواقع التواصل الاجتماعي، بل جعلوا من محطات تلفزة عالمية تتناقله على اساس انه واقع وان الحكومة تخفي الكثير من المعلومات الواجب ان يطلع عليها المجتمع!، والاكثر ان هذه الاراء تشوه الحقائق وردود الفعل حولها والتفاعل معها يضع قضايا حساسا في دورة نقاش لا طائل أو منفعة منها، بل بالعكس تماما تثير ضغائن مجتمعية وتشوه الصورة لكيفية التعامل مع هذا الامر الجلل، بمعنى ان هؤلاء قاموا بإثارة فوضى لا داعي لها ولا طائل منها سوى «الفوضى».
لكن الامر الملفت للانتباه، هم بعض الاشخاص الذين قرروا ضرب اسفين بين الدولة وأحد مكونات المجتمع الاردني، وربط هذا الامر بالقضية الفلسطينية ومقاومة الشعب الفلسطيني، اي ربط القضية الاكثر شرفا في التاريخ مع عمليات ارهابية ليصادقوا على ما تتداوله دولة الكيان الصهيوني وداعموها، متناسين تماما الموقف الاردني الرسمي والشعبي من القضية الفلسطينية، ذلك ان الاردن تاريخيا يعتبر عضد فلسطين والمدافع عن حقوق هذه الارض وشعبها على كافة الصعد وفي جميع المنابر، وان دق اسفين بين الاردن وفلسطين انما هو ذر رماد في العيون، صحيح انه لا يفقد البصر انما يحد من القدرة لبعض الوقت.
لصالح من يولد الناس حالة النقاش لمهاتراتهم، هل يعتقدون ان هذا الامر سيخدم المصلحة العامة او يسهم في دعم جهود الجهات الامنية التي وعلى مدار اربع سنوات تعمل لإلقاء القبض على هذه الخلية الارهابية، وللعلم فان احداث قطاع غزة بدأت بعد نحو سنتين من تشكل هذا السرطان في الإردن، أي ان عملية الربط هذه غير منطقية او مصدقة، انما الغرض من هذه الخلية هي إخلال أمن الأردن الذي دائما ما يحرص قيادة وحكومة على الحفاظ عليه وتعزيزه.
القبض على الخلية الإرهابية يبرز جهود الأجهزة الأمنية في الحفاظ على الأمن، كما أن التفاعل المسؤول على مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون أداة لدعم الأمن، لكنه يحتاج إلى وعيٍ أكبر لتجنب النتائج السلبية، وخلط الأوراق وراءه ما وراءه، خاصة عندما يتعلق الامر بقضايا حساسة ومهمة.
ــ الدستور