الأخبار

صالح الراشد يكتب : الغرب أغرقنا بالأكاذيب وغرِق فيها..!!

صالح الراشد يكتب : الغرب أغرقنا بالأكاذيب وغرِق فيها..!!
أخبارنا :  

صالح الراشد :

أكذب ثلاثة مصطلحات يروج لها العالم الغربي هي الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان، وهذه الثلاثية يتم التركيز عليها إذا كانت الضحية غربية بيضاء أو من يدور في فلك الغرب، عدا ذلك فإن هذه الشعارات تختفي ويصبح من يُطالب بها إرهابي يجب محاكمته، فالعالم الغربي لا يرى الأبيض والأسود واللاتيني والعربي والآسيوي بذات العين، فالسياسة الغربية لها عينان واحدة ترى الأبيض الغربي بعين المحبة والرعاية والاهتمام، والثانية لبقية العالم وتشاهدهم كعبيد لا يفيد وجودهم البشرية والأفضل التخلص منهم، والإبقاء على المليار الذهبي الذي نادى به الرئيس الأمريكي ترامب في ولايته الأولى حين أطلق على العالم وباء كورونا.

لقد شاهدنا خلال السنوات الماضية الحرية الغربية والديموقراطية وحقوق الإنسان بأبشع صورها في افغانستان والعراق وسوريا وليبيا، حين استباح الغرب دماء المدنيين قبل العسكريين، وقتلهم بكل قسوة لتبقى مجزرة ملجأ العامرية التي نفذتها القوات الأمريكية راسخة في العقل الإنساني السليم كجريمة متكاملة الأطراف، فيما تكفلت فرنسا بقتل الليبين والأفارقة وتفننت القوات الروسية بقتل السوريين فيما توزع الدم اليمني بين الدول، ليكون شعار جميع هذه الجرائم الوصول للديموقراطية والحرية وهذه الشعارات ارتوت حتى شبعت من دماء العرب، أما أفغانستان فقد تكالب عليها الغرب وشنوا عليها حروباً متتالية وبالذات روسيا والولايات المتحدة وكان مصير الدولتين الهزيمة المذلة في نهاية المطاف.

وأخيراً وليس آخراً ما جاء به دونكيشوت العصر الجديد ترامب، الحالم بتحويل غزة لريفيرا أمريكية بعد تهجير مليوني فلسطيني منها، وتناسى خمسين ألف شهيد وأكثر من مائة وخمسين ألف يتيم ، وغايته من هذا صناعة حياة فُضلى لأهل غزة وجعلهم ينعمون بالحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان، وللحق فان الغرب يفكر بهذه الطريقة منذ زمن حين قتل أكثر من مئة مليون هندي أحمر في أمريكا الشمالية وحدها حتى ينقلهم من التخلف إلى الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان، ولم يشعر غالبية الهنود الحمر بهذه الفضائل لأنه وبكل بساطة تم قتلهم من قبل الرجل الأبيض، وهو ذات الرجل الذي قتل مليوني عراقي حتى ينعم العراقيون بالحرية في السماء وليس على الأرض.

وهنا تظهر معضلة كبيرة بالنسبة للمواطن العربي وهي، أذا كانت الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان طريق الغرب لقتلنا واستعبادنا فأين طريقنا؟، وللحق لم تسعى أي دولة عربية للتعامل مع هذه الشعارات على أنها أولوية لتحرير الشعوب من الخوف، لتبقى الشعوب تنافق بإيمانها بالنظرية الغربية رغم إدراكهم أنها طريق للموت، لكنهم وفي ظل غياب النظرية العربية أوهموا أنفسهم بقابلية تطبيق النظرية الغربية ليزداد القتل في الخريف الدموي، لتتلاشى الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان وبالذات في الدول التي رفعت شعوبها السلاح وقتلوا بعضهم بلا حساب أو عقاب، وكمحصلة نهائية لا زالت كذبة هذه الثلاثية بعيدة المنال حتى عن الشعوب الغربية بعد سيطرة عصابات رأس المال على مقاليد الحكم في الغرب، فتحول المواطنون إلى عبيد يبحثون عن لقمة العيش ولا يحق لهم التعبير عن رأيهم كما جرى في فرنسا والولايات المتحدة مع المناصرين لغزة .

آخر الكلام:

قالها شاعر الإبداع نزار قباني ليُرى العالم العربي طريق الحرية والديموقراطية بعيداً عن القمع الغربي فقال:

لو أننا لم ندفن الوحدة في التراب
لو لم نمزق جسدها الطري بالحراب
لو بقيت في داخل العيون والأهداب
لما استباحت لحمنا الكلاب.

مواضيع قد تهمك