الأخبار

كمال زكارنة يكتب : خلط الاوراق من جديد.

كمال زكارنة  يكتب : خلط الاوراق من جديد.
أخبارنا :  

كمال زكارنة :
تعتبر القمة العربية التي عقدت في القاهرة في الرابع من الشهر الحالي ،من اهم القمم العربية التي عقدت خلال العقود الثلاثة الماضية،لانها تزامنت مع احداث في غاية الخطورة تموج بها المنطقة العربية،فهناك تهديد جدي لتنفيذ مشروع صهيوني في اتجاهين،الاول تهجير الشعب الفلسطيني ،والثاني التوسع الاسرائيلي من خلال احتلال اراض عربية جديدة في سوريا ولبنان،وتهديد آخر بشن حرب غير مسبوقة على قطاع غزة .
مخرجات القمة العربية ،اكدت على الثوابت العربية تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ،برفض التهجير والدعوة لاقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمته القدس ،والتمسك بخيار السلام على انه خيار استراتيجي ،ووقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني ووقف الاستيطان ،واعادة اعمار قطاع غزة ،وادخال المساعدات المحتلفة، وتبني خطة مصرية لاعادة الاعمار وتكون بديلة لفكرة التهجير التي طرحها ترمب بتوجيه من نتنياهو،وغيرها من القرارات .
لكن القمة لم تشهر اي تهديد من اي نوع ،ولم تشترط اية شروط في حال رفضت اسرائيل وامريكا الخطة المصرية العربية ،وابقت المواقف ساكنة ،في مساحة سياسية ودبلوماسية ضيقة.
الاجدى ان تشكل القمة او الجامعة العربية، وفدا عربيا رفيع المستوى،للذهاب الى البيت الابيض ولقاء ترامب ،واركان الادارة الامريكية ،وعرض الخطة عليهم وشرحها بشكل مفصل ودقيق ،ومن ثم يتوجه نفس الوفد الى الاتحاد الاوروبي للقيام بنفس المهمة ،لكسب تأييد الولايات المتحدة والدول الاوروبية للخطة المصرية العربية.
الجديد في القمة العربية ،انها طالبت بارسال قوات حفظ سلام دولية الى الاراضي الفلسطينية المحتلة للفصل بين دولة فلسطين واسرائيل،هذا مطلب مهم جدا،لانه في جوهره حماية دولية للشعب الفلسطيني من الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة،وفي نفس الوقت يحفظ الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967،كدولة فلسطينية ويوقف ويلغي مشاريع الضم الاسرائيلية ،والانشطة الاستيطانية ومصادرة الاراضي ويلغي شرعية المستوطنات المقامة في الضفة الغربية والمستوطنين،ويمهد للاعتراف الدولي الواسع بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
العمل على تفعيل ومتابعة مخرجات القمة ،مسألة ضرورية ،نظرا لحساسية وخطورة المرحلة، التي ترى فيها اسرائيل فرصة مواتية لتنفيذ مشاريعها الاستيطانية والتوسعية في فلسطين والدول العربية.
الاختراق الجديد الذي جاء موازيا لاعمال القمة العربية،هو اللقاء المباشر الذي تم بين الادارة الامريكية وحركة حماس،والذي يعتبر على جانب كبير من الاهمية كونه يحدث لاول مرة ،سواء حمل تهديدات مباشرة لحماس او اخذ شكل التفاوض من اجل اطلاق سراح اسرى امريكيين لدى الحركة .
اللافت ام المطلب الامريكي في هذا اللقاء،كان اطلاق سراح اسرى امريكييين كبادرة حسن نية .
هذا اللقاء الذي تم على خلفية تصريحات اطلقها القيادي في حركة حماس الدكتور موسى ابو مرزوق اخيرا ،والتي قال فيها انه لو كان يعلم بتبعات السابع من اكتوبر لما وافق على القيام به،هذه التصريحات
ربما فتحت الباب لقنوات اتصال بين حماس والادارة الامريكية ،وهذا مفيد بلا شك ،حتى تسمع الادارة الامريكية من الجميع بشكل مباشر ،وان لا يستفرد نتيناهو بالرئيس ترمب ويوجهه كما يشاء،لكن هنا لا بد من موقف فلسطيني موحد ،على قاعدة انهاء الاتقسام ومنع تجسيده وترسيخه،لانه يقصم ظهر القضية الفلسطينية،وتنسيق فلسطيني عربي ايضا،لتجاوز تحديات ومخاطر المرحلة الحالية بأقل الخسائر.

مواضيع قد تهمك