الدكتور محمد حسن الطراونة يكتب :عندما يكون الوزير مدعومًا...

في دولة "الوزراء المدعومين"، حيث تسود قوانين "الواسطة" و"المحسوبية"، يتولى الوزير المدعوم منصبه، ليس لأنه الأكفأ، بل لأنه "مدعوم". إنه ذلك الشخص الذي يحظى بدعم "الخفيين"، أولئك الذين يحركون الخيوط من وراء الستار.
الوزير المدعوم مخلوق عجيب، يمتلك قدرات خارقة على تجاهل الحقائق وتفسير الأمور وفقًا لمصلحته. إنه بارع في فن "التبرير"، حيث يحول الفشل إلى نجاح، والخطأ إلى صواب.
عندما تواجهه مشكلة، لا يلجأ الوزير المدعوم إلى الحلول المنطقية، بل إلى "الواسطة". إنه يمتلك شبكة واسعة من العلاقات، يستخدمها لتجاوز العقبات وتخطي القوانين.
أما خدمة الشعب، فهي آخر اهتمامات الوزير المدعوم. إنه يرى في منصبه فرصة لتحقيق المكاسب الشخصية، وتوسيع دائرة نفوذه.
المساءلة؟ كلمة لا وجود لها في قاموس الوزير المدعوم. إنه محصن ضد أي رقابة أو محاسبة، فمن يجرؤ على محاسبة "المدعوم"؟
في دولة "الوزراء المدعومين"، ينتشر الفساد كالنار في الهشيم. فالوزير المدعوم يرى في الفساد وسيلة لتعزيز سلطته وإثراء نفسه.
لكن، لكل شيء نهاية. حتى الوزير المدعوم، سيأتي يوم يرحل فيه عن منصبه، تاركًا وراءه وزارة مثقله بالفساد والفشل.
واخيرًا وليس اخرًا
في دولة "الوزراء المدعومين"، تسود الفوضى والظلم. لكن، يبقى الأمل في ظهور جيل جديد من الوزراء، يؤمنون بالعدل والكفاءة، ويعملون من أجل خدمة الشعب.