د. حازم قشوع يكتب : جاهة أوروبية للمضارب الأمريكية ؛

د. حازم قشوع :
بعد المشهد الحاد الذي جمع ترامب و زيلنسكي فى البيت الأبيض، وما تخلله من مشاهد موجهه ان لم تكن مبرمجة لكنها وصلت لحد التراشق بالعبارات على الواجهات الإعلامية، واخذت تشكل نقاط استقطاب فى الحضانة الأوروبية، للدرجة التى استدعت احتواء الأزمة عبر لقاء اوروبي جامع دعت إليه بريطانيا لدعم أوكرانيا لتبقى صامدة فى مواجهتها مع روسيا، وهو الاجتماع الذى أكد عبره الاتحاد الأوروبي دعمه واسناده لأوكرانيا في حماية مكانتها وجغرافيتها السياسية من سياسة القضم وإعادة الاحتلال الروسي لإقليم دونباس كما لجزيرة القرم.
ومن على أرضية التوافقات الأمريكية الروسية فى الناحيه القطبية الجيواستراتيجية، ومن مضمون بيان اتفاقية المعادن الامريكية الاوكرانية، سيكون اللقاء القادم الذي أخذ ما يشبه نموذج جاهه أوروبية للمضارب الأمريكية، حيث ستكون الجاهه الأوروبية برئاسة ماكرون وستارمر على اعتبارهم كفيل وفا ودفا اضافه للرئيس زيلنسكي الذي سيأتي للقاء معتذرا عما بدر منه أثناء المشهد الحاد الذي جمعه مع الرئيس ترامب في صالة المكتب البيضاوي، وهذا ما يجعل من المشهد القادم مشهد يحمل موروث عربي بمنهجية الجاهة ونهج الصلحه.
ولعل المبادرة الأوروبية لإصلاح ذات البين، وهى تخط خطوطها وتحضر لمسيرتها تجاه البيت الابيض، فان هذه المبادرة بمضمونها تجعلنا نتسائل هل يمكن اسقاط ما حدث أوروبيا على الأوضاع الفلسطينية عبر تشكيل جاهه عربية تعمل على وقف الحرب اللاإنسانية على الشعب الفلسطيني خصوصا في قطاع غزة، الذي يعاني من ظروف مأساوية جراء انقطاع وسائل سبل العيش عن ظروفهم الحياتية، بما يخفف عنهم جور الاحتلال و استفراد سطوة القوة على الشعب الفلسطيني المحاصر الأعزل في غزة كما فى القدس والضفة، فإن حماية الشعب الفلسطيني هي مسئولية قيميه كما هي سياسية قانونية وإنسانية، وهذا ما يجعل من دوافع نصره الحاضنة العربية تجاهها دوافع كبيرة كما هى روافع حامله قادره على حمايه الشعب الفلسطيني جراء حالة الغلو الناشئة.
صحيح أن القمة الاستثنائية جاءت من أجل فلسطين ومن أجل اعتماد الخطة المصرية فى الأعمار من دون تهجير، لكن ما هو صحيح ايضا ان الخطة المصرية وبرنامجها في الحل القائم على برنامج عمل موضوعي بحاجة لمن يقدمها ويقوم على تسويقها فى واشنطن كما فى بروكسل ولندن، وهذا ما كان يتطلب تشكيل جاهه على غرار الجاهة التي تم تشكيلها لانهاء الازمة الاوكرانية، وذلك من أجل إعطاء الزخم الدبلوماسي الوازن لهذه المبادرة حتى تصبح ذات معنى وقبول، وهو الوفد الذي من الممكن تشكيله من الأردن ومصر والسعودية من اجل انهاء ازمة اصبحت تشكل كارثة انسانية ضمن عناوين الإبادة الجماعية، فهل يستطيع الجسم العربي فعل ما فعله الجسم الأوربي في ردع السياسة الأمريكية تجاه المنطقة التى تنفذ بأيدي اسرائيليه، هذا ما وددت بيانه عبر جاهه عربيه للبيت الأبيض ترفع الظلم وتعيد السلام.