الأخبار

جميل النمري يكتب: إما الحرب أو الخطة العربية..؟!

جميل النمري يكتب: إما الحرب أو الخطة العربية..؟!
أخبارنا :  

بعد إقرارها في القمة أصبحت الخطة العربية مطروحة على الطاولة وهي تقدم حلا واقعيا واضحا ومفصلا لمستقبل غزة يسحب الذرائع من العدو الذي يتملص الآن من الصفقة ويريد مواصلة حرب الابادة والتبديد بدعوى القضاء على حماس.

تقدم الخطة العربية مقترحات متكاملة تقوم على اساسين: اعادة الإعمار دون تهجير، وادارة القطاع بلا حماس. وهي مقترحات تسحب ذرائع الاحتلال بشأن حماس وتقدم بديلا لخطة ترامب بشأن التهجير لإعادة الاعمار.

حماس لا تعارض بل اكدت غير مرة انها لا تفكر بالعودة لإدارة قطاع غزة، وقد رحبت بالخطة العربية واكدت دعمها مع ان تصريحاً صدر اثناء انعقاد القمة على لسان ابو زهري يحذر ان سلاح حماس خط احمر وغير مطروح للتفاوض ولا يسمح بالاقتراب منه. ولم يكن تصريحا موفقا اذ دفع قضية السلاح الى المقدمة كما تريد اسرائيل مع ان حماس لا تملك اليوم غير الاسلحة الفردية ويمكن ان تبقى بيد اعضائها في بيوتهم ولا حاجة لاستعراضها في الشوارع الا كمظهر للحكم والسيطرة وهو ما لا تريده حماس.

والخطة ترى انشاء شرطة فلسطينية تحت اشراف عربي، ولا نرى سببا يمنع التفاهم بحوار داخلي على مشاركة كوادر واعضاء جميع القوى السياسية الفلسطينية داخل القطاع وفي مقدمتها حماس في جهود التعافي من كارثة الدمار الشامل الذي حاق بالقطاع.

نتنياهو يناور بقوة لإفشال المرحلة الثانية من المفاوضات وقد انقلب فعليا على الاتفاق بطرح صيغ جديدة ولا يذهب لأبعد من هدف استعادة أي عدد اضافي من الاسرى قبل العودة للحرب، وهو عمليا يستمر بعمليات قصف وتدمير وقتل هنا وهناك تمهيدا لتصعيد شامل ينهي رسميا وقف اطلاق النار. وتساهم ادارة ترامب في حملة الترهيب والتهديد بفتح ابواب الجحيم على غزة كأن الجحيم لم يكن مفتوحا لخمسة عشر شهرا. وتتشوق النازية الاسرائيلية في الواقع لاستكمال حملة الابادة والتهجير واحتلال اجزاء من القطاع والحاق نكبة كاملة جديدة بالشعب الفلسطيني.

الخطة ليست ادارية فحسب بل تنطوي على ابعاد سياسية اساسية ابرزها ان الادارة أو لجنة الاسناد للإعمار في غزة ستكون مؤقتة وتحت اشراف السلطة الفلسطينية. وقد بادر الرئيس عباس لإعلان الاستعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية خلال عام وتسمية نائب للرئيس وبالطبع سيكون الباب مشرعا للمشاركة السياسية لحماس كجزء رئيس من قوى الحركة الوطنية الفلسطينية. أي ان الخطة العربية تدفع حكما لإستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتنهي الانقسام الكارثي بين الضفة وغزة التي قامت خطة الاحتلال الاستراتيجية على فصلها عن الجسد الفلسطيني ثم تحجيمها جغرافيا وديمغرافيا.

اسرائيل اعلنت رفضها للخطة وهذا كان متوقعا. والمهم موقف الادارة الأميركية فقد اعلن ترامب موقفا سلبيا لأنه لا يرى امكانية الإعمار بوجود السكان! ويمكن بجهد عربي قوي دفع الادارة الأميركية لقبولها من حيث المبدأ كأفضل الحلول واكثرها واقعية. وقد يكون هناك تفاصيل لم ترد بعد في الخطة او سيطرح نقاشها لكن مجرد ان تكون الخطة مطروحة للحوار مع الادارة قد يكفي لتقف ادارة ترامب ضد العودة للحرب الآن لإعطاء فرصة للمفاوضات. والمهم عربيا المتابعة بقوة وبكل الزخم الضروري لتصبح الخطة المرجع البديل واداة ضغط دولية جامعة لردع عتاة الفاشيين في تل ابيب عن إسئنافهم حربهم الاجرامية على الفلسطينيين.

مواضيع قد تهمك