الأخبار

ابراهيم عبد المجيد القيسي : مسؤولون لكنهم صائمون

ابراهيم عبد المجيد القيسي : مسؤولون لكنهم صائمون
أخبارنا :  

كثرة من الناس؛ ورعون جدا، يستطيبون خطاب التعليق بسخرية قد تكون مستحقة على عبارة «اللهم إني صائم» التي أصبحت على ألسنة آخرين وكأنها سبب مخفف لتحمل المسؤولية وصارت لفظيا (أنا صايم).. وربما تنقصها تكملة من نوع «حل عني».
نحن نعلم ونفهم ان الجائع والغاضب، شخصان او ربما (2 في واحد)، يحبذ تجنيبها القرارات الحاسمة، لا سيما ان كانت متعلقة بنزاعات وحقوق، فقد قيل نصحا للقاضي مثلا، بأن لا يحكم القاضي إن كان في واحدة من الحالتين (جائع او غاضب)، ثم أصبحت هذه الحالة مادية فيما بعد، حيث أوجبت الدول والحكومات ان يجري تأمين حياة رجل القضاء بما يليق، بأن تكون رواتبه وامتيازاته مناسبة، ولا يضطر معها للبحث عن أعمال أخرى كي يعيش عيشة كريمة.
لكن ماذا عن الموظفين، في الخدمة العامة، الذين يقدمون خدمات للدولة والناس، هل لرمضان الكريم من تأثير على أدائهم، وسلاسته المطلوبة؟.
رنيت أمس على أحد الوزراء 3 مرات، ولم يجب، وتخيلت في المرة الثالثة تحديدا، أن يجيب على الهاتف ويصرخ في وجهي (انا صايم يا زلمه).. ترى لو فعلها الوزير فهل هي مقبولة منه؟.. طبعا أنا قلت بأنني تخيلت، لكن ماذا لو فعلها موظف، وصرخ في وجه مواطن بأنه صائم جدا ولا يمكنه القيام بتقديم الخدمة، التي هي واجبة؟..
أنا اكتب كل هذا لأقول بأنني صائم، وعلى الذين ينازعونني حقا او يخفونه عني ان يحذروا من «شدة صيامي»، ويكفي ان يراجعوا زاويتي اليومية في جريدة الدستور الغراء، ليفهموا بأن الصيام ذو تأثير على ضعيف رقيق مثلي.
حيث لا اكتب تقريبا من شدة الصيام، وأرغب في أن انام، وهذا أقل تحذير من الممكن توجيهه لمن مهنته الكتابة في جريدة، فهو لا يبيع خضارا ولا يحارب كعسكري، وليس مسؤولا عن سيستم اليكتروني يتحكم بحركة السير، في مدينة عملاقة.. حتى إنه أصبح يكتب بإصبع واحد على شاشة، ولا يمسك قلما ولا يستخدم حبرا، مطلقا.
اللهم تقبل من عبادك الضعفاء وارحمهم، وانشر الرحمة بينهم، في رمضان المبارك وفي كل حين.
الحمد لله

ــ الدستور

مواضيع قد تهمك