الأخبار

كمال زكارنة يكتب : المرحلة الاولى للتوسع الاسرائيلي؟

كمال زكارنة  يكتب : المرحلة الاولى للتوسع الاسرائيلي؟
أخبارنا :  

كمال زكارنة.
هل تشكل المساحات الكبيرة من الاراضي السورية ،التي احتلتها اسرائيل بعد الثامن من كانون الاول الماضي،المرحلة الاولى من عملية التوسع الاسرائيلي ،في اطار المشروع الصهيوني المرسوم منذ عام 1897،لتحقيق حلم اسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل.
لا يجوز ولا يمكن ان ننسى او نتجاهل خرائط الشرق الاوسط الجديد،التي اعلنها واشهرها وتحدث عنها كل من نتنياهو في الامم المتحدة ،وسموتريتش في باريس ،والتي حملت خارطة اسرائيل المستقبلية في منطقتنا العربية ،وهي تضم مساحات شاسعة من الاراضي العربية.
في الوقت الحالي وفي هذه الايام ،تبلغ مساحة الاراضي العربية التي تحتلها اسرائيل ،41 الف كيلومترا مربعا ،منها 27 الفا مساحة فلسطين التاريخية المحتلة،وهضبة الجولان السورية، 1260كيلومترا مربعا ،وجبل الشيخ السوري 70 كيلومترا مربعا ،ومحافظات القنيطرة والسويداء ودرعا 12 الف كيلومترا مربعا ،اضافة الى خمسة مواقع استراتيجية جنوب لبنان ،كل هذه الاحتلالات الجديدة في الاراضي السورية واللبنانية،تحدث بحجة الدفاع عن النفس وحماية امن الاحتلال.
احتلال يحتل الاراضي العربية ،ويحتل اراضي اخرى لحماية تلك المحتلة ،وحفظ امنها من اصحابها .
استراتيجية الامن الاسرائيلي تقوم اليوم،على تأمين حماية الاراضي التي تحتلها اسرائيل ،من خلال احتلال اراضي جديدة تحيط بها ،ونزع سلاح سوريا والدول العربية الاخرى ،وايران وتركيا، والقضاء على المقاومة الفلسطينية واللبنانية واليمينة والعراقية ،واي مصدر تعتقد هي، انه يهدد امنها ،أي خلق شرق اوسط جديد بلا سلاح وتسليح، بينما تبقى اسرائيل نووية ،وتمتلك احدث انواع الاسلحة التقليدية ،ومتفوقة عسكريا على جميع دول المنطقة في الشرق الاوسط.
تجد اسرائيل نفسها اليوم،بانها تقوم باحتلال غير مكلف للاراضي السورية الجديدة ،حيث لم تتعرض قواتها المحتلة،لأي نوع من انواع المقاومة ،ولم تتعرض لأي تهديد بالمطلق،ولم تصطدم آلية اسرائيلية بلغم او عبوة ناسفة ،ولم ترصد اي محاولة هجوم ضدها،ولم تنفذ ضدها عملية عسكرية او فدائية واحدة ،الامر الذي جعل لعابها يسيل وتفتح شهيتها للتوغل والتوسع اكثر واكثر في الاراضي السورية الجنوبية،وقد اعلن نتنياهو ان المحافظات السورية الثلاث القنيطرة والسويداء ودرعا،سوف تكون تحت السيطرة الاسرائيلية.
كل المعطيات والمؤشرات الحالية،تدل على ان الاحتلال الاسرائيلي للاراضي السورية دائم،وليس مؤقتا، ولن تنسحب اسرائيل منها الا بالنار وقوة المقاومة،فقد بدأت اسرائيل بخلق حاضنة شعبية سورية للاحتلال الاسرائيلي جنوب سوريا ،بعد ان نصب نتنياهو نفسه وصيا على الدروز السوريين ،مدعيا انهم بحاجة الى حمايته ومساعدته ،واعلن استعداده لحمايتهم والدفاع عنهم،وفتح لهم ابواب العمل في الجولان السوري المحتل ،لكسب ولاءهم من خلال الضائقة الاقتصادية ،التي تعاني منها سوريا بشكل عام.
الاحتلال الاسرائيلي للاراضي السورية المذكورة ،يؤثر امنيا على سوريا ولبنان والاردن والعراق وتركيا ،لذا فان اسرائيل لن تنسحب منها بسهولة،ومحاولاتها تشكيل موالاة شعبية سورية لها في تلك المناطق، تعتبر احد اهم مؤشرات اطماعها في البقاء واستمرار الاحتلال ،وهو نفس السيناريو الذي فعلته جنوب لبنان سابقا،عندما انشأت جيش لحد.
احتلال اسرائيل للاراضي السورية واللبنانية ،واعادة السيطرة العسكرية الاسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة،والتوسع الاستيطاني فيها ،وخاصة في القدس المحتلة، والاستعدادات الواضحة والمكشوفة لضم الضفة الغربية للكيان ،كلها مؤشرات على تنفيذ مخطط منظم وممنهج للتوسع الاسرائيلي،وان هذه الاحتلالات والافعال العدوانية الاسرائيلية تشكل مرحلته الاولى.

مواضيع قد تهمك