فايز الفايز : حرب ديموغرافية على أبوابنا
![فايز الفايز : حرب ديموغرافية على أبوابنا](/assets/2025-02-13/images/281139_1_1739419953.jpg)
كان جلالة الملك يعيّ تماماً ما سيُقدم عليه في لقائه مع الرئيس دونالد ترامب، فهو يعرف تماما وزن الرجل غير القنوع والذي بات يأتمر بما يمليه عليه نتنياهو، حيث بدأ برمي ثقله كي يعلن مبدئياً، أن الأردن ومصر ستستقبلان بكل رحب مليوني غزّي على أراضيهما، بل كان واضحاً فيما يرمي له، وتلك فكرته للخلاص من شعب غزة، ولكن الملك لم يترك له طريقا للالتفاف، فقد أوضح الملك أن لا نية لاستقبال أي من المهجرين بل فاجأ ترامب بقوله إننا استضفنا ألفي طفل يعانون من مرضى السرطان، ليتابع خلال اللقاء أنني سأفعل الأفضل لبلدي، مكررا أننا?سنرى الكيفية للتعامل بين دولنا العربية للخروج بموقف موحد دون أي تهجير لأبناء غزة.
لذلك يجب على الشعب الأردني بكافة شرائحه الالتفاف حول القيادة، ليقطعوا دابر النهج الذي يستعلي فيه ترامب ونتنياهو، وأن يقفوا على قلب رجل واحد، فهذه المرحلة تبدو أكبر مصيبة إن بقي ترامب على موقفه من التهجير، وعلى الجميع أن يرموا الخلافات ورأى ظهورهم، فالقضية باتت بين معتركين، وأي تعليقات قد تخرج خارج السياق فستكون وبالاً دون أي إدراك لما ينتظرنا، خصوصا إذا لم يلتئم شمل الدول العربية لوقفة حازمة، تماما كما فعل الاتحاد الأوروبي.
الوضع اليوم يبدو شبيها لفكرة مستنسخة وقعت بين أحضان الرئيس دونالد ترامب والعصابة في تل أبيب، فكل ما يريده هو الإتجار من خلال تهجير البشر وتدمير ما تبقى من قطاع غزة، ليعيدها كجنة على رمال غزة، ولذلك نرى أن الرجلين يريدان تهجير سكان غزة بالكامل وإذ بقيت تلك الفكرة عالقة برأسه سيقوم بتحد كبير كي يستحوذ على غزة وسيفعلها إن أراد ولن يقف أحد أمامه، فقد شهد العالم العربي والأجنبي كيف أن الرئيس ترامب لا يعير أي بال ولا حرمة فهو مصارع وانتهازي ويرى أن كل دول العالم تحت وصايته.
وهنا يجب أن نتذكر الضجة التي قامت على وقع طبول مشروع قناة بن غوريون، وهو مشروع مقترح لقناة مائية لفائدة الكيان الصهيوني، والذي كان الهدف منه الربط المائي بين خليج العقبة والبحر الأبيض المتوسط عبر هضاب النقب الغربي، فمنذ تلك الفترة كانت القيادة الإسرائيلية ترى أن الفرصة يمكن اتاحتها للربط عبر خليج العقبة (إيلات) حتى عسقلان.
بل إن هناك مستفيدين من ذلك الاحتلال التجاري وبناء أحلامه على شواطئ غزة، وسيدعم نتنياهو وزمرته ليستحوذوا على أحواض الغاز لغايات شركة «بريتش غاز» البريطانية والتي تعرف اليوم بـ«غزة مارين 1» و«غزة مارين 2» والتي تشكل نقطة اهتمام لإسرائيل وأميركا أيضاً.
بل إن تلك الفترة العمياء، كانت القرى الفلسطينية مأهولة منذ آلاف السنين، حتى جاءت حربا 1948 و1967، إذ قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بترحيل السكان الفلسطينيين الأصليين بالقوة ودمرت كل المباني وتم تحويل الأراضي إلى حديقة عامة أطلق عليها اسم «كندا بارك».
وغير ذلك فستتم السيطرة المفرطة على جميع الأراضي الفلسطينية من غزة أو الضفة الغربية من قبل الصهاينة وترحيل الفلسطينيين كجزء من الحل المنشود للمشكلة اليهودية ذاتها وبما أن الصهاينة كانوا يريدون إنشاء دولة يهودية على أراضٍ يشكل فيها اليهود أقلية، فإن ترجيح كفة الميزان الجغرافي لصالح اليهود كان ممكناً عبر أمرين، الأول استيطان الأراضي من قبل اليهود ذاتهم، والثاني ترحيل الفلسطينيين من تلك الأراضي المملوكة لهم أصلا.
ولهذا علينا أن نقف وقفة رجل واحد والصمود المعنوي وراء الملك كي لا نواجه حرباً ديموغرافية على أبوابنا. ــ الراي
Royal430@hotmail.com