محمد خروب : هل بات اتفاق «وقف النار».. في حُكم «المُنتهي»؟
![محمد خروب : هل بات اتفاق «وقف النار».. في حُكم «المُنتهي»؟](/assets/2025-02-13/images/281138_1_1739419868.jpg)
رغم ما واجهه الرئيس الأميركي/ترامب من رفض «ملكِيّ أردني» حاسم وقاطع, على نحو غير قابل للتأويل أو الإجتهاد, للمشروع الذي طرحَه لــ«تهجير» اهالي قطاع غزة الى المنافي والشتات «النهائي», وما رافق ذلك من رفض عربي آخذ بالتبلوُر والبروز شيئاً فشيئاً. فإن ردود الفعل الأميركية وخصوصاً حكومة الفاشيين في تل أبيب, بدأت بقرع طبول الحرب على النحو الذي عكسته ـ من بين أمور أخرى ـ تصريحات مُجرم الحرب/نتنياهو. عندما أعلنَ مُهدداً أن » الكابينيت/ المجلس الوزاري المُصغّر», أجمعَ على قرار «يُنهي» وقف إطلاق النار و«عودة الجيش إ?ى القتال بشدة حتى هزيمة حركة حماس بشكل نهائي»، وذلك ـ أضافَ ـ في حال «عدم» عودة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة لـ«غاية ظهر السبت/بعد غدٍ».
يبرز هنا على نحو واضح وصريح «استثمار» نتنياهو, في التهديد الذي أطلقه ترامب نفسه, عندما توَعّد حركة حماس بـفتح أبواب «الجحيم», ما لم تُفرج بحلول ظُهر يوم السبت/15 الجاري, عن «جميع الرهائن» الصهاينة في قطاع غزة. وإن كان نتنياهو أسدَلَ على إعلانه سِتاراً من الغموض, المَحمول على خُبث صهيوني/يهودي معروف, عندما «لم» يُحدّد في إعلانه ما إذا كان يقصِد أسرى الدفعة السادسة من المرحلة الأولى, حيث كانت حركة حماس أعلنت «تعليق» تنفيذه, نظرا لإخلال العدو ببنود الاتفاق الذي بدأ في 19/كانون الثاني الماضي؟, أم «جميع الأسرى»?كما قال ترامب, الذي توعّد حماس بفتح أبواب «الجحيم؟.
وإذا كان نتنياهو ارفقَ تصريحه المُتلفز, بإعلان انه أمرَ بــ«تعزيز» تواجد الجيش حول غزة بـ«مزيد» من الأفراد, وان جيشه سيعود إلى القتال «المُكثف» حتى إلحاق الهزيمة بحماس في النهاية». فإن السؤال المطروح الآن بشدة, محمولة على مخاوف على مصير اتفاق وقف النار «الهش», والمشكوك فلسطينياً وخصوصاً إقليمياً ودولياً, بأنه سيتواصل, وأن المرحلة «الثانية» منه ستأخذ طريقها إلى التنفيذ. خاصة ان موعد بدء التفاوض حولها قد مضى/ الإثنين قبل الماضي, بعدما واصلَ نتنياهو, بعد اللقاء الذي جمعه بترامب, بالتملّص من إرسال وفد لهذا اله?ف, المُوثق في اتفاق وقف النار, وهو الشروع بالتفاوض حولها/المرحلة الثانية في اليوم السادس عشر, على إعلان وقف النار الذي بدأ في/9 كانون الثاني الماضي).
من السذاجة الاعنقاد بأن حركة حماس ستسارع الى إبتلاع طُعم نتنياهوالذي جاء في إعلانه الخبيث, بعد اجتماع الكابينت الذي إستمر لأربع ساعات على ما قال نتنياهو, وما حمله التصريح من بكائيات واخرى إشادة بـ«رؤية ترامب الثورية», (يقصد تهجير أهالي غزة «نهائياً» الى المنافي والشتات الأبدي). عندما قال: «أنهيتُ جلسة كابينيت مُعمّقة استمرت أربع ساعات، وقد أعربنا جميعا عن «سُخطنا» إزاء «الحالة المُروعة للمختطفين الثلاثة», الذين أطلق سراحهم السبت الماضي». مُضيفاً في نفاق: «رحبّنا جميعا بطلب الرئيس ترامب إطلاق سراح مُختطفينا?حتى ظُهر السبت، كما رحَّبنا أيضا بـ«الرؤية الثورية لمستقبل غزة».
يمكن بل من الضروري التوقّف, عند ما وردَ في الصحافة الصهيونية, حول هذه الضجة التي افتعلها نتنياهو, إثر اجتماعه بترامب, خاصة «دفن» المرحلة الثانية, بل إهالة التراب على وقف «نهائي» للنار, باعتماده «رؤية ترامب الثورية», لتهجير أهالي القطاع الفلسطيني. إذ كتب عاموس هرئيل المحلل العسكري لصحيفة «هآرتس» اول أمس/الثلاثاء: ان «نتنياهو إستُدرِجَ إلى المرحلة الأولى رغما عنه، بسبب ضغوط مُورست عليه من جانب ترامب ومريم أدلسون ــ (أرملة الميلياردير اليهودي الأسترالي/شيلدون أديلسون, وناشرة صحيفة «إسرائيل هيوم", المؤيدة بلا ?حفظ للمشروع الصهيوني الإستعماري الإحلالي, والتي طلبت/ إشترطت على ترامب خلال حملته الإنتخابية, ان يَعِدَها بالموافقة على «ضم» الضفة الغربية المحتلة الى الكيان الصهيوني، مقابل ان تتبرّع له بـ«100» مليون دولار/ م.خ) ـ كذلك أضافَ ـ ضغوط جهاز الأمن/الشاباك والجمهور الإسرائيلي. وفي الأيام الأخيرة، وقبل إعلان حماس ـ أردفَ الكاتب ـ حاولَ نتنياهو تخريب المفاوضات, وبالأساس منع الانتقال إلى المرحلة الثانية، التي وافق َعليها مبدئيا، لكن لم يتم الاتفاق على مبادئها. وقد أبعدَ رؤساء أذرع الأمن عن مواصلة إدارة المفاوضات ح?ل الصفقة، واستبدلهم بالوزير المقرب منه، رون ديرمر/وزير الشؤون الاستراتيجية».
في حين كتب رون بن يشاي/المحرر العسكري لـ«يديعوت أحرونوت» مقالة اول أمس/الثلاثاء أن حماس «لا تعتزِم إلغاء الاتفاق»، وإنما ــ تابعَ الكاتب ــ الحصول على «تنازلات مُختلفة من إسرائيل والوسطاء»، وحقيقة أن إعلان حماس جاء في بداية الأسبوع، «يُبقي وقتا كافيا للأميركيين وإسرائيل» لإجراء مفاوضات معها، وفي نهايتها ـ لفتَ بن يشاي ـ ستتراجع حماس عن قرارها وتستوفي شروط الاتفاق، أي ــ ختمَ ــ ستُحرر مخطوفين السبت المقبل».
هل «يتمسّك» ترامب ونتنياهو بـ«شرطّيهِما», وتُفتحَ ابواب «الجحيم»؟. ام ينزلا عن شجرة عالية...صعَدا إليها؟.
...الانتظار لن يطول.
kharroub@jpf.com.jo