د. طارق سامي خوري يكتب : إعادة صياغة محور المقاومة، خيار لا بديل عنه أمام الصمت الدولي.
الصمت العربي والإسلامي والدولي على الجرائم والمجازر الصهيونية في غزة والضفة الغربية، وعلى التدمير المنهجي للبنان، والتوغل السافر في سوريا، يكشف عجزاً مقلقاً عن مواجهة هذا العدوان الشامل. في ظل هذا الواقع المؤلم، يصبح الحديث عن أمل في تحركات دبلوماسية أو مبادرات سلمية مجرد وهم، ويدفع إلى التفكير الجدي في إعادة تشكيل محور المقاومة بطرق وأساليب جديدة تتناسب مع تعقيدات المرحلة وتحدياتها.
من الضروري أن يتجاوز محور المقاومة نهجه التقليدي، ليعتمد تكتيكات مبتكرة وفعالة تستند إلى المجموعات الفردية التي تعمل بدقة واستراتيجية مدروسة. التركيز يجب أن ينصب على الداخل الفلسطيني وأماكن تواجد العدو على المستوى العالمي، مع استهداف نقاط ضعفه حيثما وُجد.
العمليات الاستشهادية، قد تكون جزءاً من هذه الاستراتيجية، خاصة عندما توجه لتجمعات الاحتلال والبنى التحتية، ما يجعل الاحتلال يدفع ثمناً باهظاً لسياساته التوسعية والعدوانية الاجراميه.
إعادة تشكيل محور المقاومة ليس مجرد رد فعل على العجز الدولي، بل هو ضرورة ملحة لخلق توازن قوى جديد. إنه استعادة لمفهوم المقاومة كخيار استراتيجي، لا كعمل عشوائي، مع التركيز على بناء أدوات فاعلة تضمن استمرارية النضال وتوسيع تأثيره على المستويين المحلي والدولي.
في النهاية، يبقى الواقع قائماً: "ما بحك ضهرك إلا ظفرك”، وما من سبيل للكرامة والحرية و وقفات العز إلا عبر مواجهة حقيقية تعتمد على التخطيط والابتكار، لا على الانتظار أو التعويل على الآخرين.
د. طارق سامي خوري