الأخبار

فارس الحباشة : ترامب وأمريكا الجديدة

فارس الحباشة : ترامب وأمريكا الجديدة
أخبارنا :  

ترامب لا يريد أن يكون أعلى من حجم برج ترامب. وانما لامريكا ان تكون هي العالم المصغر، وفوق الكرة الارضية، وبداية ونهاية الكون.. وترامب في خطاب تنصيبه رئيسا للدورة الثانية تجاهل الحديث عن الصراعات الدولية.
و لربما أن ترامب اول رئيس امريكي من بعد الحرب العالمية الثانية لا يتضمن خطابه التطرق الى مواجهة روسيا والصين، وايران لاحقا.
و لم يتحدث عن دعم اوكرانيا، واسرائيل، والمشروع النووي الايراني.
و في الخطاب الرئاسي تصدر الشأن الامريكي الداخلي اولويات الرئيس ترامب الذي فاز بانتخابات الرئاسة باكتساح شعبي وسيطرة للجمهوريين على مجلس الشيوخ والنواب.
والاهتمام في الشؤون الداخلية الامريكية يعكس حجم ازمة الشعور الامريكي ازاء وضعهم الداخلي. وخطاب ترامب جاء ليحاكي مشاعر واولويات الامريكان.
فلم يتطرق ترامب الى القوة الامبراطورية لامريكا ولا نفوذها وسطوتها العالمية.. وما أكثر ما كرره ترامب التأكيد على اعادة امريكا العظيمة، أي امريكا القادرة على النجاح في الداخل وما يضمن اولا واخيرا امريكا عظمى ذات هيمنة ونفوذ في العالم.
يبدو أن ترامب يقود انقلابا ابيض على مشروع العولمة الامريكية. ويجد ترامب فرصة امام حكمه لولاية ثانية في اعادة الزخم الى الحكم الداخلي وادارة الشؤون الداخلية الامريكية، ومتذرعا في فشل المشروع الديمقراطي المعولم، وايضا يجد ترامب فرصة لاعادة رسم خطط وخرائط امريكا، وامتلاك خرائط جديدة.
و ذكر ترامب أن «قناة بنما « اهدتها امريكا لبنما وليس الصين. ويكاد يكون موضوع قناة بنما، وجزيرة غرينلاد وجعل كندا الولاية الـ52.. والا ان الخطاب امريكي داخلي خالص.
و كما يبدو في خطة ترامب توسع في الجغرافية الاقليمية الامريكية وليس العالمية ضم قناة بنما وكندا ولاية 51 لامريكا. وان توسع امريكا وحل الازمات الاقتصادية سيكون على حساب الحلفاء. واعادة رسم التحالفات داخل الدول الغربية وفقا لضيغة رابح واحد وخاسرين كثر، وذلك ما أشار اليه الرئيس ترامب في الحرب الجمركية والتي سوف تشنها واشنطن ليدفع الحلفاء ثمن نهوض امريكا الجديد.
واعلن عن انشاء قبة حديدية لحماية امريكا من خطر الصواريخ ومشروع فضائي لغزو المريخ. والمشروع يحتاج زمنيا من 5/ 10 سنوات. ويتضمن بحثا عسكريا وتكنولوجيا لتقنيات حديثة بعدما ثبت فشل منظومتي صواريخ باتريوت وثاد في حرب غزة.
و يكون مشروعا غزو المريخ ومنظومة الصواريخ مغازلة للمجمع الصناعي العسكري وشركات تصنيع السلاح، وبديلا عن خيار تشجيع الحروب الخارجية والتشجيع على تجارة السلاح وعائداتها المالية.
ترامب في خطابه لم يحذر ايران من امتلاك سلاح نووي، ولم يقدم ضمانات لدعم اسرائيل المطلق وتفوقها العسكري في الشرق الاوسط. ولا التفرغ لمواجهة روسيا والصين.
ومعادلة ترامب بغاية البساطة، وأن الحلفاء سوف يدفعون ثمن الحماية العسكرية الامريكية، وسوى في ملف الطاقة والنفظ والغاز واجبار اوروبا على استيراد حاجتها من الطاقة من امريكا، وذلك مقابل الحماية العسكرية وفاتورة الناتو.
و كذلك، فان منتجي النفط من عرب او غيرهم عليهم ان يدركوا سياسة امريكا الجديدة في الطاقة، ويخفضوا الانتاج بما يتناسب مع كميات الانتاج الامريكي وما يضخ الى الاسواق العالمية، ودون انخفاض لاسعار النفط والغاز.
وهذه معادلة ترامب الاقتصادية، وبعدما اعلن عن انسحاب امريكا من اتفاقيات البيئة والمناخ. وحيث سيدفع ترامب في التوسع في انتاج النفط والصخر الزيتي لتجاوز ازمة الاسواق الداخلية، وتجاوز ازمة رحيل وهجرة شركات تصنيع كبرى الى الصين وكوريا والهند وفيتنام، ان امريكا لن تبقى منتجا ومستهلكا للطاقة بل مصدرا وستدخل السوق العالمي.
ترامب كرر في خطاب تنصيبه على عبارة امريكا العظيمة.. وفي حملاته الانتخابية كرر عبارة لنجعل امريكا عظيمة مرة أخرى. ويبدو أنها تحولت اليوم من شعار انتخابي الى عنوان مركزي في السياسة الخارجية الامركية، ومع ترامب.. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك