محمد بركات الطراونة : مواقف الأردن في الصدارة دوماً
لا موقف يتقدم على موقف الأردن الداعم والمساند لقضايا أمته، فهو من يحمل لواء الدفاع عنها في كل المحافل، بل ويعتبر ذلك أولوية على رأس اهتماماته الوطنية، أقول ليس لأحد سواء في الخارج او من الأصوات الداخلية المرتفعة التي تشكك في كل شيء يصدر عن الدولة الأردنية بكافة مؤسساتها، أن يزاود على تقدم هذه المواقف كثيرا على مواقف غيرنا، وأشير تحديدا الى موقف الأردن الموحد قيادة ورسميا وشعبيا تجاه ما تعرض له الاشقاء في قطاع غزة وفلسطين عامة من عدوان اسرائيلي همجي استهدف الإنسان والشجر والحجر، وكل شيء قابل للحياة، فمنذ بداية العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة لم تهدأ الدبلوماسية الأردنية لشرح ابعاد هذا العدوان الغاشم، حيث بذل جلالة الملك جهودا مكثفة ومتواصلة لوقف هذا العدوان، وتأمين استمرار وصول المساعدات العاجلة للأشقاء هناك.
جلالة الملك أكد أكثر من مرة ومن خلال لقاءاته مع زعماء العالم وقادة الرأي أن هذه الحرب تشكل ابادة جماعية وانتهاكا لجميع المواثيق والقوانين الدولية، وعقابا جماعيا لقطاع بأكمله، الاردن لم يتوان عن توظيف ما يتمتع به من مكانة واحترام دولي لإيصال رسائل الى العالم أجمع، بأن ما تقوم به اسرائيل مخالف لكل القوانين والشرعية الدولية، وهذا أدى الى تغيير قناعات كثير من الشعوب في العالم وحفز الرأي العام العالمي على اتخاذ المواقف المناهضة لإسرائيل وعنجهيتها، وذلك نتيجة لما قامت به الدبلوماسية الأردنية من جهود وضّحت من خلالها ما يتعرض له قطاع غزة من مجازر وحشية ترتكبها إسرائيل.
واضافه الى جهود الدبلوماسيه الاردنيه التي قادها جلالة الملك وشارك فيها كل المعنيين في الدولة تابعنا أيضاً الجهود التي بذلتها جلالة الملكة رانيا العبدالله، ودورها المؤثر في وضع الرأي العام العالمي في صورة ازدواجية معايير المجتمع الدولي، وما شكله ذلك من صدمة للشعوب العربية والإسلامية، وبينت زيف ادعاءات واكاذيب وأعمال إسرائيل الإجرامية، وانتهاكها الواضح والصريح لقرارات الشرعية الدولية، ومنظومة حقوق الانسان.
جهود مكثفة كذلك بذلها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد على الأرض، حين أشرف بنفسه على عملية تجهيز وإرسال المستشفى الميداني الأردني إلى جنوب قطاع غزة، ومرافقته كوادر المستشفى إلى مدينة العريش المصرية، أقرب نقطة اتصال مع قطاع غزة، ومتابعته لعملية إرسال المساعدات الانسانية الاغاثية والطبية للاشقاء في قطاع غزة اضافة إلى عملية الانزالات الجوية غير المسبوقة التي شارك فيها جلالة الملك نسور سلاح الجو الملكي لايصال المساعدات إلى الأشقاء، وما رافقها من خطورة بالغة حيث يتم تنفيذها في أجواء حرب فيها النيران و اللهب المشتعل والتي تنفذه طائرات العدو.
وتابعنا أيضا الحرب الإعلامية والسياسية الشرسة التي خاضها وزير الخارجيه أيمن الصفدي، من خلال جولاته المكوكية في مختلف دول العالم، شارحا أبعاد العدوان الإسرائيلي الغاشم على الأشقاء، ومطالبا باتخاذ مواقف حازمة وسريعة لوقف هذا العدوان، وما أحدثه من قتل وتدمير وخراب لكل أنحاء قطاع غزة..
موقف رسمي وشعبي متضامن تمامًا مع الأهل في قطاع غزة، مئات المسيرات والوقفات التضامنية شهدتها مختلف أنحاء المملكة اسنادًا ودعمًا للاشقاء في قطاع غزة، ضد الحرب الوحشية التي قامت بها الآلة الحربية الاسرائيلية، وانشغل الأردن بهذا الأمر عن قناعة تامة، وفي سياق مواقفه الداعمة للأشقاء الفلسطينيين عبر مسيرة قضيتهم، وصار الحديث عن غزة ومعاناتها الشغل الشاغل لأبناء الوطن، لانهم الأقرب الى الأهل في فلسطين والأكثر تضامنًا معهم، وكان الأردن من اوائل الدول التي رحبت في التوصل الى وقف اطلاق النار، لوقف المجازر التي ترتكبها إسرائيل ضد أبناء قطاع غزة، الأمر الذي سيمكن من ايصال المساعدات الغذائية والطبية والمواد الضرورية للاشقاء في قطاع غزة، للتخفيف من حجم معاناتهم التي سببها العدوان الإسرائيلي الغاشم. ــ الراي