الأخبار

صوت غزة في الإعلام الأردني.. تغطية شاملة وتعرية سردية الاحتلال

صوت غزة في الإعلام الأردني.. تغطية شاملة وتعرية سردية الاحتلال
أخبارنا :  

على مدى 471 من حرب الإبادة الاسرائيلية على غزة ظل الإعلام الأردني بشقيه الرسمي والخاص منشغلاً بنقل معاناة الشعب الفلسطيني التي سببتها آلة الحرب الإسرائيلية وتقديم تغطية شاملة لمعاناة الأطفال والنساء والمرضى في ظل حصار يطبق على قطاع غزة، مبوازاة تفنيد الرواية الإسرائيلية وكشف حقيقة القضية الفلسطينية المستمرة منذ أكثر من 70 عاما.
وفي اليوم الثاني من اتفاقية وقف إطلاق النار التي أسكتت دوي الصواريخ المدمرة، يوضح إعلاميون لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن الإعلام الأردني كان معبرا عن موقف المملكة الثابت ليس من العدوان الغاشم على القطاع فقط وليس لإبراز الجهود الإغاثية الاردنية للشعب الفلسطيني فقط بل ركز أيضا على أصل المشكلة ومسبباتها وهي غياب الحل العادل لشعب احتلت أرضه وتنتهك حقوقه الإنسانية في ظل المعايير الدولية المزدوجة التي لا ترى الأمور إلا بعين واحدة.
وزير الاتصال الحكومي السابق الدكتور مهند مبيضين قال، إن الاعلام الأردني تكيف منذ اليوم الأول للحرب المجنونة على قطاع غزة ليعبر عن مواقف الأردن الراسخة والواضحة ودوره في تخفيف معاناة أهل غزة ومعاناة الأهل في فلسطين عموما وبشكل لائق وغير مسبوق.
وأوضح مبيضين ان التلفزيون الأردني قطع برامجه الترفيهية لأكثر من شهرين بداية العدوان، وخصص تغطية للعدوان الاسرائيلي وبث الانتهاكات التي كان يقوم بها تجاه غزة وأهلها، كما خصصت الاذاعات التي برامج لجمع التبرعات لمساعدة الأهل في القطاع، مشيرا الى الدور العظيم الذي أداه المراسلون الميدانيون لوكالة الأنباء الأردنية والتلفزيون الأردني وقناة المملكة ورؤيا في نقل الصورة الحقيقية للإجرام الاسرائيلي بحق المدنيين هناك.
وأشار الى تغطية الإعلام الأردني للانزالات الجوية، ومرافقة بواسل سلاح الجو الأردني في تلك الإنزالات والتي كان على رأسها القائد الأعلى للقوات المسلحة جلالة الملك عبدالله الثاني وابناؤه الأمراء، سيما وأن الأردن حاز استثناء عالميا لإنزال المساعدات الطبية والغذائية وغيرها من سماء غزة.
وأكد مبيضين ان الاعلام الاردني مثّل سردية عظيمة أخرى فندت رواية الاحتلال الاسرائيلي، وهي السردية التي تبنتها السياسة الأردنية التي اضطلع بها جلالة الملك وتنبأ بها في خطابه في الأمم المتحدة في أيلول 2023 حين حذر من احتمالات تفجر الصراع في المنطقة "إن استمرت الضبابية تحيط بمستقبل الفلسطينيين".
عميد كلية الإعلام في جامعة الزرقاء الدكتور أمجد الصفوري، أكد بدوره الدور الحيوي الذي أداه الإعلام الأردني في تغطيته للحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، مشيرا الى أنه كان إعلاما مسؤولا ومتميزا وقدّم رسائل اتسمت بالحقيقة والمصداقية، وأثبت صلابته أوقات الأزمات.
كما سلط الإعلام الاردني، يقول الصفوري، الضوء على الجهود الإنسانية التي بذلها الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني لدعم أهل غزة، وكشف السياسات الإسرائيلية في تدمير القطاع، بالإضافة إلى استعراض الأبعاد الإنسانية والصعوبات التي واجهها أهالي غزة.
وأضاف، إن الإعلام الأردني واجه تحديات كبيرة خلال فترة العدوان، إذ كان لزاماً عليه الالتزام بالمبادئ المهنية وأخلاقيات الصحافة، موضحا أنه كان حاسما في تغطية الأحداث بشكل مسؤول وواقعي، وكافح من أجل ملاحقة المعلومات المغلوطة وتفنيدها، وتبنى استراتيجيات للتحقق من المعلومات وتوعية الجمهور بأهمية الحصول على المعلومة من مصادرها الموثوقة.
وقال، إن التجربة الإعلامية الأردنية خلال هذه الحرب تعتبر درسا مهما لجميع وسائل الإعلام العربية، فقد وضعت التحديات التي واجهها الإعلام الأردني في إدارة الأزمات ومكافحة المعلومات المضللة وسائل الإعلام في مواجهة اختبار حقيقي، وأهمية الالتزام بالممارسات الصحفية المسؤولة.
وأوضح أن الواقع الذي فرضته الحرب على غزة تطلب من وسائل الإعلام التحلي بالشفافية، والالتزام بتقديم معلومات دقيقة وموثوقة وموضوعية تسهم في دعم السلام وتعكس الواقع الصعب الذي يعيشه الأهل في غزة ما جعله شريكا في تعزيز الوعي والفهم لدى الجمهور.

من جهته أعرب عضو نقابة الصحفيين الاردنيين خالد القضاة عن الاعتزاز بالدور الذي قامت به مختلف وسائل الاعلام الأردنية منذ بداية الحرب على غزة وإدارة المشهد بمهنية عالية ونقل نبض الشارع الأردني الداعم لحق الفلسطينيين في الدفاع عن ارضهم بما ينسجم مع الثوابت الأردنية.
وأشار القضاة الى الإعلام الاردني ركز على تحليل وإثبات أن المقاومة المسلحة جاءت نتيجة الاحتلال وتفنيد محاولة اسرائيل الفصل بين احتلالها للأراضي الفلسطينية وبين ما جرى في غزة، وحمل نهجا إلى العالم بضرورة الاستماع للصوت الآخر المغيّب من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال، لقد فردت وسائل الإعلام الاردنية كافة مساحات هائلة على مدار الساعة لتغطية الاحداث اولا اول سيما مع بداية الاجتياح البري، وبرع إعلامنا في توظيف التكنولوجيا الرقمية في تغطية الحرب ما أسهم في إيصال صوت الفلسطينيين العُزّل إلى العالم أجمع بلغات مختلفة، إضافة الى حشد المجتمع الدولي للوقوف مع الفلسطينيين والضغط على الاحتلال لوقف العدوان.

--(بترا)

مواضيع قد تهمك