الأخبار

محمد خروب : بايدن وبلينكن إذ «يتقمّصان».. دور «حمامة السلام»؟

محمد خروب : بايدن وبلينكن إذ «يتقمّصان».. دور «حمامة السلام»؟
أخبارنا :  

في لعبة استذكاء مكشوفة ومحكومة بالفشل, يحاول جو بايدن, كما وزير خارجيته الذي قدّم يهوديّته على هويته الأميركية/ أنتوني بلينكن, تقمّص دور «حمامة السلام», في الأسبوع الأخير من مغادرتهما بعد أن شاركا الكيان الصهيوني العنصري الفاشي, حربه على الشعب الفلسطيني في كامل فلسطين التاريخية, وبخاصة قطاع غزة المُحاصَر والمنكوب. ناهيك عما قارفاه من ارتكابات مُشينة من خلال استخدام «الفيتو» لمنع وقف حرب الإبادة الصهيونية, فضلاً عن الضغوط التي مارساها, على دول العالم في الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي, إضافة إلى تواطؤهما ?ي تبرير بل مُساندة مجرم الحرب/نتنياهو, في افشال اتفاقات وقف النار في قطاع غزة, وأبرزها ما طرحَه بايدن نفسه, الذي ما لبث أن تخلّى عنه, مُفسحاً المجال لجيش الفاشية الصهيونية, كي يُواصل مجازره, ويُكرّس منطقة عازلة تمهيداً لاستيطان يهودي في شمال القطاع الفلسطيني.

أما آخر تُرّهات/هرطقات بايدن, هي تلك التي زعم فيها مُتفاخراً قبل يومين, أن مُقترح وقف النار في غزة الذي أطلقه في شهر آيار/2024 بات وشيكاً وقريباً من التحقّق، وأن الاتفاق سيؤدي «لإطلاق سراح الرهائن (الصهاينة, دون ان يأتي بذكر على الأسرى الفلسطينيين) ووقف القتال وتوفير الـ«أمن لإسرائيل», وزيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين». ولم يتردد لفرط غطرسته ومحاولته التخلص من الخطايا التى قارفها بحق الشعب الفلسطيني, في الزعم (حتى لا نقول وصفاً آخر), أن «الفلسطينيين عانوا مُعاناة هائلة, وعاشوا الجحيم جراء هذه الحرب, ?فقدوا الكثير من أحبابهم، وأنهم يَستحقون السلام وحقهِم في تقرير مُستقبلهم». مُستدركاً في صفاقة ان «إسرائيل تستحق السلام والأمن الحقيقي, وعائلات الرهائن تستحق أن تجتمع مع أبنائها، ولذلك نعمل على إنهاء هذا الاتفاق».

ماذا عن آخر «إبداعات» انتوني بلينكن؟

صاحب الـ«12» جولة فاشلة على المنطقة منذ السابع من أكتوبر/2023. الذي واظبَ على مشاركة حكومة وجنرالات كيان الوحش الصهيوني, اجتماعاتهم في مقر وزارة الحرب بتل أبيب/الكِريا كما تُسمى اختصاراً بالعبرية, أعدّ «خطة اليوم التالي» لوقف النار الدائم في القطاع, وما كان ليفعلَ ذلك, بدون موافقة مُجرم الحرب نتنياهو عليها, إن لم يكن الأخير/نتنياهو هو الذي وضعَها, عِلماً أن الأميركيين هم الذين واصلوا خِداعنا بالقول: إن نتنياهو «يرفض» وضعَ خطة كهذه, ويُصِر على مواصلة الحرب حتى «تحقيق النصر الكامل على حماس».

هنا كشفَ موقع «أكسيوس» الأميركي (يوم أمس الثلاثاء) أن بلينكن سَـ«يَعرِضُ/ وهو عرَضَ فِعلاً أمام المجلس الأطلسي للأبحاث». خِطة لـ«إعادة إعمار غزة وإدارتها بعد الحرب». حيث «يأمل» بأن تُصبح خطته «نقطة مرجعية لأي خطة مستقبلية لليوم التالي لغزة»، مُضيفا/أكسيوس عن مسؤولين أميركيين, أنّ الخارجية الأميركية أطلعتْ حكومة نتنياهو والسلطة الفلسطينية ودولاً عربية أخرى, على «النقاط الرئيسية» في خطة بلينكن، التي تستند إلى «إنشاء آلية حُكمٍ تشمل مُشاركة المجتمع الدولي, والدول العربية التي يُمكنها إرسال قوات إلى غزة. لتثبي? استقرار الوضع الأمني وتقديم المساعدات الإنسانية».

وإذا كان من السذاجة الإعتقاد بأن بلينكن, الذي واظبَ على شراء الوقت للوحش الصهيوني لمواصلة مجازره طوال خمسة عشر شهرا, قد وضع «خطته» المزعومة مؤخراً, فإن من الثابت حدود اليقين, ان ما كشفه موقع «أكسيوس», هو ذاته الذي راجَ طويلاً وكثيراً في الأشهر الأولى من حرب الإبادة الصهيوأميركية, وهو ما تُؤكده من بين أمور أخرى «بنود الخطة المزعومة لبلينكن», التي تدعو إضافة لما سبق, ليس فقط إلى «إصلاح السلطة الفلسطينية»، مع التأكيد على أهمية «مشاركتها في أي حكومة مستقبلية في غزة». بل خصوصاً ما يريده/بلينكن بأن تُشكّل نتيجة ?لحرب، «رؤيته» لكيفية تحويل «انتصارات إسرائيل التكتيكية» ضد حماس, إلى «مكاسب استراتيجية». على ما قال مسؤول أميركي لـ«أكسيوس».

في انتظار ردود الفعل الإقليمية والدولية, على «إبداعات» بلينكن الرامية إلى تحويل «انتصارات» إسرائيل التكتيكية, الى «انتصارات استراتيجية», سيكون من المفيد التوقف عند ما سيقوله مجرم الحرب نتنياهو حول هذه الخطة, التي لا يمكن لبلينكن ان «يجرؤ» على طرحها، بدون إعلام ومُشاركة نتنياهو فيها, ما يمنح الأخير فرصة للمُعارضة وإجراء تعديلات «جوهرية» عليها, رغم ما فيها من إنحياز للرواية والسردية الصهيونية, فضلاً عن تماهيها مع طروحات أركان الائتلاف الفاشي الحاكم في تل أبيب, والداعية الى استيطان قطاع غزة وتهجير سكانه وتوزي?هم على دول العالم, بما في ذلك دول اقليمية قيل إنها «لا تُمانع في استقبال الأيدي العامِلة»... الغَزِّية.

kharroub@jpf.com.jo

مواضيع قد تهمك