د. خالد الشقران يكتب : وطن الشهامة والملك الإنسان
من قلب الأزمات الإنسانية التي تتصاعد في المنطقة وحول العالم، يبرز دور المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني كمنارة للأمل والمساعدة الإنسانية. ومن أبرز محطات هذا الدور كانت استجابة الأردن السريعة والفاعلة خلال العدوان على غزة، حيث أظهرت المملكة عزماً وجهودا غير مسبوقة في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني المنكوب.
في لفتة ملكية انسانية قام جلالة الملك بزيارة مستودعات الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية في الزرقاء للوقوف على تجهيز اكبر قافلة مساعدات الى غزة، عبّر خلالها عن فخره واعتزازه بكل ما تقدمه الهيئة من مساعدات إنسانية للشعب الفلسطيني، مؤكداً أهمية البناء على الخبرات المتراكمة للهيئة ليصبح الأردن مركزاً إقليمياً للاستجابة الإنسانية، حيث سجلت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، انجازا اضافيا مهما في مجال العمل الانساني من حيث إرسال أكبر قافلة مساعدات إلى غزة، مكونة من 120 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية والإغاثية وال?بية، لتكون هذه القافلة رقم 140 التي ترسلها الهيئة إلى القطاع منذ بداية الحرب الحالية.
هذا المشهد هو ترجمة حقيقية للارادة الملكية الصادقة التي قرنت دوماً القول بالفعل في الوقوف الى جانب الاشقاء في فلسطين وانعكاس لجملة من القيم الإنسانية التي يشتهر بها الأردن، ومن أبرزها «النخوة»، التي لا تقتصر على حدود المملكة فقط، بل تتجاوزها لتشمل كل شعب شقيق او صديق محتاج أو ألمت به الصعاب.
ولا يتوقف الدور الأردني الإنساني عند هذه القافلة، بل يمتد ليشمل مساعدات طبية وغذائية من تبرعات الأردنيين وأشقاء وأصدقاء الأردن من دول ومنظمات دولية. حيث وصلت قيمة المساعدات التي أرسلتها الهيئة إلى قطاع غزة فقط منذ بداية الحرب إلى نحو 212 مليون دولار، استفاد منها ما يقارب 1.4 مليون شخص في غزة. وبطبيعة الحال فان هذه الارقام الضخمة انما تعكس ايضا عناية المملكة الدائمة بكل ما يعانيه الشعب الفلسطيني من أزمات إنسانية جراء الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية المستمرة بحقه.
وفي هذا الاطار يمثل قيام جلالة الملك عبدالله الثاني بتقديم ميدالية اليوبيل الفضي للهيئة تاكيدا ملكيا على الدور البارز لهذه الهيئة في مجال العمل الإنساني، واشادة بإسهاماتها المتواصلة في تقديم العون للمحتاجين على مدار 35 عاماً، حيث ان هذا التكريم لم يكن مجرد احتفاء بمجهود الهيئة، بل كان تأكيداً على مكانتها المرموقة في مجال الإغاثة الإنسانية على المستوى الإقليمي والدولي، ودورها البارز وجهودها المتواصلة لتعزيز مكانة الأردن كمنارة للعمل الإنساني إقليمياً ودولياً، وهو ما يترجم تطلعات جلالة الملك لجعل الأردن مركز?ً إقليمياً للاستجابة الإنسانية.
وفي ذات السياق وتعزيزا للعمل الانساني المتكامل للأردن على المستويين المحلي والدولي، تقوم الهيئة بتنفيذ توجيهات الملك بتوسيع مستودعاتها لتوفير المزيد من المساعدات، وتستمر في ذات الوقت بتنفيذ مشاريع إنسانية أخرى مثل مبادرة استعادة الأمل، التي تركز على تركيب الأطراف الاصطناعية لفاقدي الأطراف في قطاع غزة، وهو ما يعكس عناية الأردن بكل تفاصيل معاناة شعب غزة بشكل خاص، والشعب الفلسطني في مختلف المناطق بشكل عام تضاف إلى ذلك مساعدات الهيئة لدول أخرى مثل سوريا ولبنان، حيث تم إرسال كميات كبيرة من المواد الإغاثية والإن?انية، تأكيداً على التزام الأردن بمسؤوليته الإنسانية للدول الشقيقة بشكل خاص ولشعوب العالم التي تعاني من ويلات الحروب والازمات والكوارث بشكل عام.
من خلال هذه الجهود، يعكس الأردن، بقيادة الملك عبدالله الثاني، نموذجاً يحتذى به في التضامن الإنساني، ويؤكد للعالم أن تقديم العون والمساعدة الإنسانية جزء لا يتجزأ من هويته الوطنية والقيم الهاشمية التي تضع الإنسان في قلب كل ما نقوم به، وأن الدور الأردني في هذا المجال يتجاوز كونه مجرد استجابة للأزمات، فهو يمثل أيضاً رسالة عالمية مفادها أن الإنسانية لا تعرف حدوداً، وأن الشعب الأردني وقيادته لا يتوانون عن تقديم الدعم لأشقائهم ولشعوب العالم في أصعب الظروف، اذ بالتزامن مع جهود الأردن العميقة والمستمرة في دعم الفلس?ينيين، تواصل الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية تقديم مساعداتها الطارئة إلى العديد من الدول المتضررة من الحروب والكوارث الطبيعية في المنطقة، في تأكيد على دور الأردن الريادي كمنارة للعمل الإنساني على مستوى العالم. ــ الراي