عبد الحافظ الهروط : جدولة المنطقة
ما يجري في المنطقة منذ عقود، والأوطان تُدمّر والشعوب تُقتل وتُشّرد، إن كان بفعل داخلي أو خارجي، فإن النتيجة الحتمية، دون «زيغ»، هي غياب الامن والاستقرار، والمزيد من سفك الدم.
وإذا كان هناك من عدو أو أعداء في منطقة الشرق الأوسط، فإن «زراعة إسرائيل» في فلسطين، كانت البذرة التي أنتجت الحروب، عندما أخذت العصابات اليهودية تتسلل على هذه الأرض المباركة، لتصبح وبعد سنين جيشاً يملك أعتى سلاح في العالم، وبدعم من دول كانت لها سيطرتها الاستعمارية على الدول العربية في شقيها الأفريقي والآسيوي.
ومع وجود إيران في الجزء الجنوبي الغربي من القارة الآسيوية، برزت مطامع الدولة لتكون «شرطي المنطقة»، وما تستطيع الوصول اليه، على حساب العرب وغير العرب.
بعض هذه المطامع، تحقق في العهد الملكي قبل أن يُؤتى بالإمام الخميني من المهجر على وقْع الثورة التي أطاحت بالشاه محمد رضا بهلوي عام ١٩٧٩، فكانت الشرارة التي اشعلت الحرب في منطقة الخليج، وصار هَم الثورة تصدير نفوذها الذي بدأ بالعراق، وكان هذا، «بزراعة غربية»، ايضاً، كما زُرعت اسرائيل من قبل، لتمتد الثورة الإيرانية من خلال اذرع لها، طالت اليمن ولبنان وسورية، فكانت الأخيرة، دولة تحت سيطرة المد الإيراني، وبنظام لا يحكم دمشق إلا بالاسم، فكان قدر الرئيس، الرحيل، «في يوم وليلة» بعد أن تخلت الدول الداعمة لنظامه، وعلى رأسها «دولة التصدير الثوري».
ما نريد الوصول اليه، وبداية من النظام العربي، والعهد السوري الجديد، هو أن يستوعب النظام العربي، ومعه الشعوب، الدروس والعبر، من هذه الأحداث، وغيّرت وجه بلدانهم، ووضعت شعوب هذه البلدان، بين » المطرقة والسندان».. ونار العدو الغازي.
نقول هذا، لأن «جدوَلة المنطقة» وضعتها الدول الطامعة، منذ نحو قرن، وها هي تلوّح هذه الدول بخرائط لا أساس لها من الصحة، وأُخرى تحمل اسم «الشرق الأوسط الجديد».
الأنظمة العربية، برمتها، ودون استثناء، ومعها المكّون السوري، مدعوة لاستدارة فعلية وبموقف موحّد، بعد أن «سقطت التحالفات» كما حدث قبل أيام، وذلك لمواجهة ما يهدد مصير ووجود هذه الامة، فالزلازل متحركة، وتضرب بالعمق العربي بكل عنف، فإلى متى؟! ــ الراي