راكان نواف الشوبكي : الهوية الأردنية في مرمى التشويه، معركة الكرامة والوعي
الهوية الأردنية ليست مجرد كلمات تُلقى في الخطابات أو شعارات تُرفع في المناسبات، بل هي إرث حضاري وتاريخي متجذر في أعماق هذه الأرض، هوية بُنيت بعرق الأجداد ودماء الشهداء وصمود الأجيال المتعاقبة. اليوم، ومع تصاعد المحاولات الممنهجة لتشويه هذه الهوية وتهميشها، أصبح الدفاع عنها واجباً وطنياً لا يقبل التراخي أو المساومة. إن ما نشهده من محاولات عبر وسائل الإعلام وبعض المنصات للتقليل من شأن الأردن وتاريخه، أو حتى اختلاق روايات كاذبة بهدف زعزعة الثقة بالوطن وهويته، ليس إلا جزءاً من حملة واسعة تستهدف تدمير الروابط الوطنية وتشويه صورة الأردن أمام أبنائه وأمام العالم.
باتت مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المحطات الاعلامية أداة لبث السموم وتزييف الحقائق،حيث يتم تقديم محتوى يتجاهل إنجازات الأردن ويقلل من تاريخه ويشكك في مواقفه الوطنية. هناك من يحاول اختزال هذا الوطن العظيم في أطر ضيقة أو جعله تابعاً لروايات مغرضة تُملى من مرضى النفوس. هذه المحاولات لا تقتصر فقط على تشويه الهوية، بل تسعى أيضاً إلى طمس معالم الهوية الأصيلة وإضعاف الروح الأردنية، مما يستدعي التصدي بكل قوة لهذه المحاولات التي تستهدف جذور انتمائنا.
إن الهوية الأردنية لم تُبن من فراغ، بل هي إرث اجتماعي أصيل ونتاج لمسيرة طويلة من الكفاح والمواقف الوطنية المشرفة. ومن يتجرأ على تشويه هذه الهوية أو التقليل من شأنها يعبث بذاكرة الوطن وكرامته. الأردنيون الذين وقفوا في وجه التحديات الكبرى وحافظوا على سيادة دولتهم واستقلالها ليسوا بحاجة إلى شهادة من أحد، ولكنهم بحاجة إلى أن يُدرك الجميع أن صمتهم ليس ضعفاً، بل هو ضبط للنفس أمام حملات مسعورة تحاول جرهم إلى معارك وهمية تهدف إلى زعزعة استقرار الوطن.
لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا المشهد. المسؤولية تقع على الجميع، من مؤسسات الدولة إلى الإعلام الوطني والمجتمع المدني والأفراد. يجب أن تكون هناك وقفة حازمة وقوية أمام أي محاولة لتشويه الهوية الأردنية أو الانتقاص من دور هذا الوطن ومكانته. الإعلام الوطني على وجه الخصوص يتحمل مسؤولية كبيرة في الدفاع عن الهوية الأردنية وتصحيح الروايات المغلوطة وتقديم الصورة الحقيقية للأردن. يجب أن يكون الإعلام أداة للتنوير والتوعية وليس ساحة للصراعات والمزايدات.
على الجميع أن يدرك أن الهوية الأردنية هي خط أحمر لا يمكن تجاوزه. هي الروح التي تجمعنا والركيزة التي نستند إليها في مواجهة التحديات. إن تشويه الهوية الأردنية أو العبث بها هو طعن في روح هذا الوطن ومحاولة لزعزعة أركانه. الأردن سيبقى صامداً بهويته الوطنية المتجذرة، مهما حاول البعض النيل منه. المعركة اليوم ليست مجرد معركة إعلامية، بل هي معركة وعي وكرامة وهوية، ولن ينتصر فيها إلا من كان ولاؤه صادقاً لهذا الوطن العزيز. ــ الراي
Rakan.almutlaq@gmail.com