لما جمال العبسه : كرامة الدول ليست لعبة في يد الصهيونية
في كل حرب وعدوان يشنه جيش الاحتلال الصهيوني تزداد اوهام هذا الكيان وتتنامى حماسة الكثير من مسؤوليه لتحقيق حلمهم الدفين في «اسرائيل الكبرى»، وتحضر في اذهانهم تلك الامنيات التي بدأها مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل الذي اعلن عن مشروعه سنة 1904 في اقامة دولة اسرائيل تمتد من نهر النيل الى نهر الفرات، وبعدها جاءت عصابة الأرغون الصهيونية المتطرفة والتي اندمجت في الجيش الصهيوني لاحقا لتقول ان الدولة اليهودية تتكون من فلسطين التاريخية والاردن واطلقوا عليها اسم «إتسل».
كما لا يغيب عن ذهن هؤلاء المتطرفين الذين يرون البلدان اراضي بلا شعوب وان لهم الحق في تقرير مصير اهلها، تلك المخططات الصهيونية والتي تسمى بخطة «ينون» التي كتبها صحفي ودبلوماسي صهيوني يدعى عوديد ينون والمستندة الى رؤية هرتزل وتتعلق بإقامة «اسرائيل الكبرى» علما بأن هذه الوثيقة التي تُرجمت للانجليزية عام 2015 تعتبر الركن الاساسي لتوجهات القوى السياسية الصهيونية في حكومة الفاشي بنيامين نتنياهو وجيشه واستخباراته.
الخطير في هذه الوثيقة انها ترتكز على ضرورة العمل لإضعاف الدول العربية وتقسيمها لخدمة المشروع التوسعي الصهيوني وبناء هذه الدولة التي ستضم بحسب ما يأملون بالاضافة الى فلسطين والاردن كلا من لبنان واجزاء من سوريا والعراق ومصر والسعودية، كما ان تفتيت الدول يعني ان تكون دولة الكيان الصهيوني ملجأ لهذه الدويلات الصغيرة بعد ان تصبح قوة اقليمية مهيمنة، اي اعادة مفهوم الامبريالية بشكل فظ.
ليأتي بعد ذلك طرح النازي وزير مالية الكيان الصهيوني بتسلئيل سموتريش في اذار 2023 وهما تمثل في خريطة دولة اسرائيل تكسر فيها الحدود الاردنية الفلسطينية على اعتبار انها الارض الموعودة، وليس ذلك فحسب فقد قام نتنياهو في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول الماضي بعرض خريطتين تظهران الضفة الغربية وقطاع غزة ضمن خريطة اسرائيل، والانكى من ذلك مستوى وقاحة الاصرار على هذا الطرح واحقيتهم به من خلال ادعائهم بأن مقاومة الاحتلال هو خطر كبير وانه يعرقل خطط الكيان الصهيوني التوسعية في المنطقة.
السرد التاريخي السابق كان انطلاقة متجددة للكيان الصهيوني لطرح معتقداته الفاسدة من جديد، حيث اعادت نخب سياسية صهيونية وقحة امس الاول وتجرأت على الاردن بنشر خريطة سموتريتش التي تضم الاراضي الاردنية للدولة الصهيونية.
واذا انفسهم سولت لهم ان تحقيق هدفهم في دمج العقل اليهودي مع الموارد العربية وفرض التطبيع مع دول المنطقة سيحقق لهم السيطرة الاقتصادية على هذه المنطقة الهامة، فإنهم واهمون حقا، ولا العالم بات يقتنع بمظلومية هذا الشعب الباغي السارق لمقدرات الشعوب ولم يعد هناك مجال للتعاطف معه بعد المقتلة الدائرة في قطاع غزة وعمليات التطهير العرقي والابادة الجماعية هناك، فليقف كل عند حده لأن القيادات والشعوب تسير على نهج موحد في الذود عن اوطانهم. ــ الدستور