فارس الحباشة : ماذا لو انفجرت الضفة الغربية؟
بن غفير يعتبر أن ساعة إسرائيل قد دقت، وهكذا خاطب انبياء التوراة، وهكذا خاطب رب اليهود «يهوه «، وما مؤداه أن الاوضاع تزداد تدهورا وسوءا.
ولن يبقى فلسطيني في الضفة الغربية، ولن يقبل حاخامات بمشروع «بيغال الون» لجعل الاردن وطنا بديلا للفلسطينيين.
والضفة الاردنية أيضا جزء من ارض المعياد، وسموتريتش وبن غفير نشروا صورا لخرائط توثق «اسرائيل الكبرى».
وبن غفير، واثق أن اسرائيل القوية احتلت جنوب سورية، وليس هناك ما يردعها أن تحتل ما تشاء من الجغرافيا العربية.
عندما وقع ياسر عرفات اتفاقية اوسلو، وقرر أن يرمي الفلسطينيون البنادق والحجارة، وأن يستريحوا من النضال وتحولوا الى موظفي سلطة وطنية، ومناضلين متقاعدين، وحتى الحجارة بعد اوسلو حرم على الفلسطينيين امتلاكها واستعمالها!
واكثر من مرة كرر عرفات في مؤتمرات عربية وعالمية قائلا إن اتفافية اوسلو، وجنوح الفلسطينيين الى السلم سوف يغير من نظرة اليهود الى الفلسطينيين.
وبعد اوسلو نشرت ابحاث اسرائيلية وغربية، واكدت على أن اتفاقية اوسلو جاءت في سياق سيناريو لإنقاذ اسرائيل من انتفاضة الحجارة، والاتفاق اطلق رصاصة الرحمة على القضية الفلسطينية، واعلن دفنها تحت الرماد والثلوج النرويجية.
سألت زميلا فلسطينيا في رام الله عن رؤيته للوضع والانفجار المرتقب والمدوي القادم من الضفة الغربية، و تجدد العدوان والاقتحام الاسرائيلي لمدن ومخيمات الضفة الغربية، وحالة الغليان، وما هو موقف السلطة الوطنية من الاحداث؟
وفي نظره، وهو مقرب من دوائر القرار السياسي في رام الله، ان السلطة انتهت وفقدت كليا دورها السياسي و النضالي، وأن بقاءها مجرد ضرورة ادارية لا اقل ولا اكثر.
ويلاحظ بقلق أن اجهزة الامن الفلسطينية تلعب دورا مثيرا للفتن والازمات في الضفة الغربية، وتحديدا اقتحام المخيمات، وحملات ملاحقة عناصر من حركات المقاومة.
واكد ان الفيديوهات المتداولة حول تعذيب وملاحقة شباب المقاومة للأسف حقيقة.
حقائق صادمة ومروعة، ويتحدث الزميل عنها بخجل وتردد، ويقول: في تصور كثيرين في «رام الله» ان تحرير فلسطين قضية انتهت وتبخرت، لم تعد هاجسا ايدولوجيا لأهل السلطة وراكبي موجة ما بعد اوسلو.
في الصراع العربي/ الاسرائيلي كم راهنت اسرائيل على الفتن، وراهنت على تفتيت الجبهة الداخلية الوطنية، وراهنت على تفتيت القيادات، وراهنت على زرع الثنائيات، وزرع الشقاق والنفاق، والاختصام.
وما يحدث اليوم في الضفة الغربية من أخطر مراحل القضية الفلسطينية، انها نكبة جديدة، واحتلال جديد، وهجرة جديدة.. وعلى يقين أن انفجار الضفة الغربية، وما سيخلف من مصير مجهول وحتمي لتهجير قسري لمئات الآلاف من فلسطينيي الضفة الغربية الى الاردن.
حاخامات ووحوش «اورشليم»، الغارقون في مستنقع الدم التوراتي، هددوا إن تم توقيع اتفاق لوقف اطلاق نار في غزة، فإن الحرب القادمة ستكون الضفة الغربية، هذا ما يريده «يهوه» الذي اوحى الى بني اسرائيل ببلوغ الرعاية الالهية والحتمية الربانية في بناء اسرائيل الكبرى.
وبانوراما المشهد الفلسطيني والاقليمي سوف تتوضح بعد تتويج ترامب رئيسا لأمريكا، ولاحظوا أن رؤساء امريكا الديمقراطي والجمهوري يقرأون من تراتيل التوراة، وكما لو انها سنة او شرعية مقدسة، ولكي تكون رئيسا لأمريكا فلا بد ان تكون بالأول اسرائيليا او صهيونيا. ــ الدستور