سلطان حطاب يكتب : قمة الرياض… قمة فاصلة، فهل تنجح وكيف؟
كتب سلطان الحطاب –
تنعقد القمة العربية الإسلامية غير العادية في الرياض، وهي القمة التي دعت المملكة العربية السعودية، لبحث العدوان الاسرائيلي الذي استهل في غزة بحرب ابادة، وفي جنوب لبنان، وكانت الضحايا في غزة الآلاف وكذلك في لبنان، وما زالت هذه الحرب مستعرة، فهل تسطيع المملكة العربية السعودية بالقمة التي يحضرها العرب بأكثر من عشرين دولة والدول الإسلامية جميعها من وقف النار في غزة.
ما المغريات من قمة تنعقد في فترة تبديل الحرس (تغيير الإدارة الأمريكية من الديمقراطية في عهد بايدن الى جمهورية في عهد ترامب) هل بيد السعودية من إمكانيات كافية لوقف الحرب وهل ستكون الأوراق السعودية كافية .. لذلك وخاصة ورقة التطبيع التي تحدثت عنها الإدارات الأمريكية المتحدة من عهد ترامب الماضي وسعت اليها وايضا انجاح الديانة الإبراهيمية التي بشرت بها الولايات المتحدة من عهد ترامب الماضي وتريد للجميع في المنطقة ان يعتقدها وتروج لها اسرائيل باعتبارها حصان طرواده الذي سينفذ من خلالة اسرائيل الى المنطقة.
هل يكفي ذلك أم أن هناك أثمان اخرى لوقف الحرب، وأين الحقوق الوطنية الفلسطينية؟ وهل يريد العرب حيث شنت الولايات المتحدة حربها باداة اسرائيلية لصناعة شرق أوسط جديد التي نشرت القيادة النازية الصهيوينية خرائطه ان يتحقق وبأي ثمن مهما كان، وهل … من وجه مشروع الشرق الأوسط العقبات الباقية وهي حماس والمقاومة أقرب اليه وبقية أشكال المقاومة الأخرى في المنطقة والتي قامت بفعل العداء مع اسرائيل بعد ان استنكفت الدول العربية والاسلامية وجيوشها عن الصراع ليملأ الفراغ فصائل ومنظمات بديلة كالحوثي في اليمن والمقاومة الاسلامية في العراق والفلسطينية من حماس والجهاد وفصائل اخرى في غزة والضفة الغربية.
الأنظمة العربية تنقسم الى نصفين في… وبينما هي مع السياسة الأمريكية وينقل روايتها سواء كان ادارة ديمقراطية او جمهورية، طالما بقيت السياسة الخارجية الأمريكية سياسة صهيونية ينفذها اليهود المجتمعون في هذه السياسة .. لها
سيكون الرئيس عباس نجماً في المؤتمر لانه مطلوب ان يجيب على مجموعة من الاسئلة
وان يقدم التصورات المحددة لابد ان ينقل إلى البيدر، كان قد أعدها سلفاً وبشكل واضح آخذ فيها بعين الاعتبار جملة معقدة من المعطيات، ولكنه ادرك أن الشجاعة هي أن يبقى رغم كل التعقيدات والسياسات التي لم يصنعها رئيساً وممثلاً لشعبه محافظاً على المكاسب التي تحققت عبر السنوات الماضية من كفاح سياسي ودبلوماسي فلسطيني واسع توسع فيه الاعتراف بالدولة الفلسطينية التي بدأ وجودها مهددا بكل معنى الكلمة نتاج المواقف الأمريكية واستمرار العدوان.
ما حققته المقاومة الباسلة من حصاد لا بد من ينقل الى بيدر التمثيل الفلسطيني، وأن يمكن الرئيس الحديثه عنه وعن تضحيات الشعب الفلسطيني الهائلة، وخاصة في غزة وان يشمل ذلك وقف النار واعادة الأعمار مع الانسحاب.
وما يسمى باليوم التالي، فهل الرئيس عباس جاهز؟ اعتقد أنه كذلك وأنه لم يتخل عن أهداف شعبه في إقامة دولته المستقلة ايا كانت الإدارات الأمريكية او التعنت الاسرائيلي.
لا بد من نقل الحصاد الذي توفر من المعركة على قسوتها الى البيدر السياسي الفلسطيني، وبدون ذلك فإن الحصاد الذي لا يجد من يمثله سياسياً في القمة العربية الإسلامية او المجتمع الدولي، وبعناية، سيتبدد وتذره الرياح، ولذا كان لزاماً ان تقبل حماس والفصائل الفلسطينية التمثيل الرسمي الفلسطيني وأن تجعله يتحدث باسم الجميع
ومواقف الجميع سواء المصالحة التي تاخرت او التوافق الذي يجب أن يقوم بسرعة وان تسلم المقاومة الباسلة التي انجزت الكثير للرئيس عباس، الأوراق التي يستطيع أن يقدمها في سبيل انضاج حل سياسي مناسب ومواتي لخدمة القضية الفلسطينية في فلسطين ولبنان والميادين العالمية خاصة سمعتها بما اقترفت من مجازر وعدوان وحرب ابادة، تراهن على مكاسب سياسية لانها تعودت حتى وهي تخسر الميدان ان تعوض بكسب المعارك السياسية بدعم امريكي ونافذ، يتوجه للضغط على العرب ليضغطوا على الفلسطينيين وهو الاستحتقاق الصعب الذي يخيف.
لقد خذل النظام العربي المقاومة الفلسطينية، ولم يقف معها، بل أنه طعنها، وهذا الخذلان قد يكون في ثورة 1936، وفي حرب النكبة 1948، كما خذل لبنان وشعبه حين احتلت اسرائيل عاصمته عام 1982، ودخلها شارون.
وبعد الخذلان يتكرر الآن ويقف بعض العرب في الخندق الاسرائيلي وبعضهم يضعط على الفلسطينيين والمقاومة ولا أريد هنا ان افصل أكثر، حيث هناك عرب وانظمة تقف الى جانب امريكا وتسلمها مقاليد الواقع القائم، تحت حجة الخوف من ايران وقبول اسرائيل، وهناك انظمة ما زالت تخاف من الولايات المتحدة وتحسب حساب امنها الداخلي الذي تستطيع الولايات المتحدة ان تعبث به.
لا يوجد خيارات أمام الفلسطيني الاّ المقاومة، وهذه لها حديث طويل وصعب وتحتاج الى إمكانيات متجددة، وعمق عربي وإسلامي غير متوفر أو القبول بما يقبل به النظام العربي، وهي المشاريع الأمريكية التي لا تريد لاسرائيل أن تهزم.
كان الله في عون الرئيس عباس، فمهمته كمهمة اخلاء القتلي ومهمة من يتكلم اللغة الصينية بلا مترجم، فهل تنجح؟ فهل يمر؟ وهل تساعده القيادات الفلسطينية للوصول الى الخلاص الذي أصبح صعباً ومعجزة إذا أردنا ان نتعامل مع الواقع .
عروبة الاخباري