الأخبار

كمال زكارنة يكتب : الضفة الغربية ليست ملكا لـ"ترامب".

كمال زكارنة  يكتب : الضفة الغربية ليست ملكا لـترامب.
أخبارنا :  

كمال زكارنة.
ما ان انهت القمة العربية الاسلامية اعمالها في الرياض،والتي اكدت مجددا على مركزية القضية الفلسطينية عربيا واسلاميا،وان القدس خطا احمر،وعلى تمسك العرب والمسلمين بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني ،وفي مقدمتها حقه في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية،حتى خرج الارعن سموتريتش بالتهديد بأن العام المقبل سوف يكون عام فرض السيادة الاحتلالية على قطاع غزة والضفة الغربية ،وتبعه رئيس حكومته نتنياهو بتصريح اكثر خطورة ،عندما قال انه سيعرض على الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب بعد العشرين من كانون الثاني المقبل ،مسألة فرض السيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة،كما تبع هذه التصريحات العدوانية التوسعية ،قرارا خطيرا ايضا ،اتخذته الكنيست يمنع اي وجود او نشاط من اي نوع للسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية في القدس المحتلة،وسبق ذلك قرار بوقف اعمال وانشطة الاونروا في المدينة المقدسة .
تبحث حكومة الاحتلال عن صكوك غفران من الرئيس الامريكي ترامب ،لتنفيذ مشاريعها التوسعية العدوانية على الشعب الفلسطيني ،وعلى الدول العربية المحيطة بفلسطين لاحقا،وكأن ترامب يملك الكرة الارضية، ويوزع اعطيات كما يشاء ولمن يريد ،وان الضفة الغربية والاراضي الفلسطينية المحتلة ،مسجلة في دائرة الاراضي الامريكية على اسم الرئيس ترامب ،ليهبها لحكومة احتلال مجرمة، اعضاؤها مافيا من الزعران والعصابات الارهابية والقتلة .
ربما يستند نتنياهو وسموتريتش ،الى مواقف ترامب في فترة حكمه السابقة ،عندما وهب القدس والجولان لنتنياهو ،وكأنهما سلعة معروضة في احدى مؤسساته التجارية في الولايات المتحدة ،متجاهلا حقوق الشعبين السوري والفلسطيني.
وفقا لتصريحات حكومة الاحتلال ،فان العام المقبل قد يكون عام الحسم ،بالنسبة للمشروع الصهيوني التاريخي في فلسطين التاريخية ،الامر الذي يضع الامة العربية امام تحديات حقيقية وخطيرة ،تتطلب توحيد المواقف والجهود والعمل المشترك ،وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني على ارضه .
بكل تأكيد ان الضفة الغربية بما فيها القدس ،ليست ملكا لأحد ،وانما ارضا فلسطينية خالصة للشعب الفلسطيني ،تحتلها اسرائيل بالقوة العسكرية بمساعدة مباشرة من الولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول الاوروبية،وكل الاجراءات التي تقوم بها السلطة القائمة بالاحتلال فيها،تبقى غير شرعية وغير قانونية ،ولا قيمة لها وهي باطلة تماما،ما دامت مرفوضة فلسطينيا.
ما تقوم به سلطات الاحتلال الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة،تهدف الى تهويد فلسطين التاريخية ،واقامة الدولة اليهودية احادية القومية ،وتطهير عرقي عنصري ،تنتهي بعملية ترحيل جماعي للشعب الفلسطيني على دفعات كبيرة ،ان استطاعت،بحيث ترحل مليوني فلسطيني من شمال فلسطين المحتلة الى لبنان،ومثلهم من قطاع غزة الى مصر ،وسكان الضفة الغربية الى الاردن،كما تخطط حكومة الاحتلال الحالية ،بعد ضم جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة للكيان بموافقة ومباركة الادارة الامريكية الجديدة برئاسة ترامب ،كما يأملون.
الاشهر القادمة تشكل المرحلة الاكثر خطورة وربما المفصلية، في تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي،وقد تشهد وبسرعة الانتقال من حالة ادارة الازمة الى حسمها ،لتجسيد وترسيخ المشروع الصهيوني على الارض.
لكن كل ذلك يتوقف على المواقف العربية التي ما تزال ثابتة وصامدة ،ترفض التطبيع الاجباري المجاني ،وتربط بين التطبيع مع الكيان واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ،وهذا هو الخيار الوحيد الذي يفشل المشروع والمخططات الصهيونية في فلسطين والمنطقة العربية،ويصون الحقوق الفلسطينية والعربية

مواضيع قد تهمك