م . باهر يعيش : ما بين البترا وقصر الحمراء شؤون و…شجون
ورد على صحيفة الرأي الغراء قبل أيام؛ أن (الأردن وأسبانيا) إتفقا على التعاون ما بين (البترا و قصر الحمراء جنة عريف). لنا في هذا النبأ شؤون وشجون. لنبدأ في مناغاة الشؤون في هذا النّبأ العظيم.؛ سنستعرض بعضًا من المعلومات عن هذين الصرحين (معلومات مستقاة من مصادر تاريخية). نبدأ بقصر الحمراء البعيييد عنّا مسافة طويييلة لكن القريب عنّا ومنا ناريخًا مجيدًا مضى وأنقضى ليأتي هذا النبأ فيحييه فينا من جديد. قصرُ الحمراء هو قصرٌ أَثري عظيم وحصن، وأحد أهم صروح العمارة الإسلامية في الأندلس. أيام كان أجدادنا هناااك في بلاد غرناطة عاصمتها. شَيَّده مؤسس دولة بني الأحمر «الغالب باللَّه» أبي عبد الله محمد الأول على مساحة ١٤٢ ألف متر مربع في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي في عاصمة دولة بني الأحمر (بني نصر)..غرناطة، واستغرق بناء القصر ١٥٠ سنة حيث تحول القصر إلى رمز معماري شهير.
بنى قصر الحمراء بروح دفاعية بحتة المسلمون العرب المغاربة أثناء حكمهم غرناطة بعد سقوط دولة الموحدين، وكانت أحلامهم متمثلة في إنشاء ما يحاكى جنة تجرى من تحتها الأنهار، حيث اهتموا ببناء القصر بساحات واسعة و خضرة كثيرة ونوافير مياه في كل مكان. أهم ما يميز القصر؛ سمات العمارة الإسلامية التي تشمل آيات قرآنية وأبيات شعرية وأدعية مع استخدام العناصر الزخرفية وبلاطات القيشاني الملون و فى كل جدرانه شعار بنى الأحمر؛ (لا غالب الا الله). ويقال ان القصر سمى بقصر الحمراء نسبة لبنى الأحمر الذين بنوه، أو أنه لسبب استخدام الطوب الأحمر في بنائه، أو أن البناء كان يجري في الليل على ضوء المشاعل التي عكست إضاءة حمراء على الجدران.
قصر الحمراء عبارة عن مدينة صغيرة من أربعة أجزاء بأربع بوابات و٢٣برجًا وسبعة قصور ومساكن الخدم وورش العمل والحمامات والمؤسسات التعليمية (مدرسة) والمساجد، وساحات واسعة ومبان تصف نفسها، فهناك فناء يحوى ١٢ أسدا يدعى فناء الأسود، وقاعة الأختين، بالإضافة إلى بهو الريحان. وفي القصر على جدان قاعة السفراء أو غرفة العرش، والتي يبلغ سمك جدرانها نحو ٣ أمتار، لتبدوا كل نافذة للغرفة أشبه بغرفة مستقلة لوحدها غنية بالزخارف، وقد صممت بشكل يزرع الرهبة والخوف في قلوب السفراء الذين يمثلون بلادهم، بالكلمات المنحوتة على جدرانه ما بين الترهيب والترغيب فستجد جملة «قليل الكلام يخرج بسلام", و"ادخل بحلم وتكلم بعلم».
كما سنجد في قصر الحمراء منقوشًا على الزوايا عبارة (النصر والتمكين والفتح المبين لمولانا أبي عبد الله أمير المؤمنين) والآية الكريمة (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم). أما بهو السباع فهو المكان الذى عجز أمامه العلماء تم استخدامه كساعة لأنه مكون من ١٢ أسدًا كل أسد تنزل منه المياه في ساعة معينة، وقد تعطل وتحول لنافورة عادية تنزل منها المياه من كل السباع في نفس الوقت. المدخل الرئيسى للقصر العظيم هو باب الشريعة. سيلفت نظرك، وأنت تتابع قصر الحمراء، المقرنصات في السقف التى تمثل فن معماري يحاكي في جماله هندسة خلايا النحل، خلافًا ل٥٣ قصيدة عربية، من أبرز الشعراء الوزير والشاعر (لسان الدين إبن الخطيب). وحين نتحدث عن قصر الحمراء، سيكون هناك حظًا أوفر ل(جنة العريف) التي كانت القصر الصيفي لسلاطين وملوك غرناطة، وكانوا يهربون إليها من الحياة الرسمية و يعتبروها مكان للراحة والاستجمام في الظل الممدود والماء المسكوب والنسيم العليل.
والآن!!!؛ ألى الجزء الثاني من الشؤون...(البترا) العظيمة بخزنتها. المدينة الوردية التي تقع على بعد نحو ٢٥٠ كلم إلى الجنوب من (عمان) عاصمتنا وتعود إلى نحو ٢٠٠٠ عام, بناها الأنباط العرب العاربة وجعلوها عاصمة لبلادهم. فيها يقع المقام الذي تناقلت الأجيال بأنه مقام(النبي هارون) في أعلى نقطة في البترا وعلى ارتفاع 135 بمسجد تعلوه قبة. تعتبر مدينة البترا التي تعرف أيضا باسم المدينة الوردية لكونها حفرت في صخر «وادي موسى» الوردي من روائع آثار العرب قديما. يبدو أن أسلافنا كانوا يعشقون من ألوان الورد الوردي والاحمر. يتناقل الناس أن فرعونا كان قد خبأ كنزه في جرة في المبنى العظيم لللخزنة الوردية وتمكن من ايصال الماء الى القصر عبر قنوان علوية ما زال بعضها ماثلا للآن. يرى كذلك معبد قصر البنت ذو شكل مربع تقريباً (27.90 متر × 27.62 متر)، ويصل ارتفاعه إلى 23 متًرا.
أما وقد انتهىينا من ممارسة... الشؤون المتعلقة بالنبأ, فقد جاء دور (الشجون) وما فيها والتي تتمثّل في ما أثارته هذه التفاقية...من عناوينها؛ (قصر الحمراء والبترا)؛ فينا من عواطفنا تجاه تاريخ مجيد مضى ونحسب أنه قد انقضى لأسلافنا العرب المسلمين العظماء هناااك وهنا, عدنا للعيش معهم عبر التاريخ. تلمّسنا عبره مشاعر أهلنا المختلفة هنااااك يومها وشعرنا بالفخر لعودة آثارهم المجيدة ألى الأذهان خاصة للأجيال الجديدة. شعرنا بونّس كبير من عودة الأخوات إلى العناق ولو...من بعيد. شكرًا للصديقة أسبانيا. شكرًا للأردن. ــ الراي