كامل النصيرات : تعليق ما بعد الانتخابات
اللي صار في انتخاباتنا النيابية الأخيرة بيخلينا نفكر إنه في ناس فاهمة الديمقراطية بطريقة غريبة! يعني، شو اللي صار؟ واحد منهم عامل حاله نجم، نزل عالساحة الانتخابية وكل الحسابات عنده مضبوطة، ولما طلعت النتائج، طلع هو برا اللعبة وما معه غير جيبة فاضية!
تلاقي واحد نازل بكل ثقة على أساس إنه كل الحارة رح تصوتله. وقف وحلف بكل جدية إنه العيلة كلها وراه. بس يوم الانتخابات، لما نزلت النتائج، اكتشف إنه حتى أبناؤه صوتوا لحد ثاني! وقف مصدوم، يحكي: «معقول حتى مرتي صوتت ضدي؟»
وفي واحد تاني، استثمر في الحفلات والخيم الانتخابية وكأنها مهرجان سينمائي. كل يوم حفلة، عزايم! حتى صاروا أهل الحارة يقولوا: «هذا مش مرشح، هذا عامل زفة!» بس بعد كل هالحركات والرقصات، لما طلعت النتيجة، طلع خارج التغطية، وكأنه انقطع عليه الإرسال.
أما صاحبنا اللي كان مفكر إن «اللايكات» هي اللي راح تجيب الأصوات، قاعد طول وقته على الفيسبوك، يحط صورته مع كل فنجان قهوة، وفيديو مع كل شاي بالنعنع، ويقول: «الحمد لله، الجماهير متفاعلة». بس الجماهير كانت متفاعلة بالأصابع، مش بالأصوات. يوم النتائج، صار يحكي: «وينكم؟ كل اللايكات راحت وين؟» وكأن اللايكات تحولت لبالونات طارت بالهوا وما رجعت.
وفيه صاحبنا اللي فكر إنه الشارع بده فقرات ترفيهية، مش انتخابات. كل يوم بيعمل فيديو وهو على «البكب».. صار يوزع شاي وقهوة بالمولات ويحكي: «هذا مجرد عيّنة من كرم الضيافة!» لكن يوم الانتخابات، لما راح على الصندوق وطلعله كمشة أصوات، وقف مصدوم وقال: «وين الشباب اللي كانوا معزومين عالكنافة؟ وين اللي حكوا معي على الواتساب؟!» واكتشف إنه كل الناس كانوا معزومين بس عالكنافة.
المشكلة، يا جماعة، إنه كل واحد منهم كان يحسبها صح على الورق، بس لما وصلوا لصناديق الاقتراع، اكتشفوا إنه الحسبة مش حسبة قهوة ولا شاي، وإنه الانتخابات مش «بوفيه مفتوح»، بتاخد منه اللي بدك وترتاح. ــ الدستور