"فورد" تدخل سوق تخزين الطاقة.. بطاريات السيارات تتحول إلى وقود لمراكز البيانات
في خطوة تعكس تحولاً استراتيجياً لافتاً، أعلنت شركة فورد الأميركية دخولها مجال تخزين الطاقة بالبطاريات، مستفيدة من قدراتها التصنيعية بعد تقليص خططها لإنتاج السيارات الكهربائية كبيرة الحجم.
وقالت الشركة، يوم الاثنين، إنها ستعيد توجيه الطاقة الإنتاجية التي كانت مخصصة لبطاريات تلك المركبات نحو نشاط جديد لتخزين الطاقة، بدلاً من إلغاء المشروع بالكامل.
وستُستخدم هذه الأنظمة في تغذية مراكز البيانات ودعم استقرار شبكات الكهرباء، بالاعتماد على بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم (LFP) الأقل تكلفة، بحسب تقرير نشره موقع "تك كرانش" واطلعت عليه "العربية Business".
ووفق "فورد"، من المقرر أن تبدأ شحن أنظمة التخزين الجديدة في عام 2027، مع خطة لبناء طاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 20 غيغاواط/ساعة.
كما تعتزم الشركة استثمار نحو ملياري دولار في هذا النشاط خلال العامين المقبلين.
وبموجب الخطة، ستعيد "فورد" توظيف الطاقة التصنيعية الحالية في مصنعها بولاية كنتاكي، حيث ستنتج بطاريات LFP باستخدام تقنية مرخصة من شركة CATL الصينية، إلى جانب وحدات تخزين الطاقة وأنظمة حاويات كهربائية بطول 20 قدماً تعمل بالتيار المستمر.
وتنضم "فورد" بهذه الخطوة إلى عدد متزايد من شركات السيارات التي دخلت أو تخطط لدخول سوق تخزين الطاقة.
إذ تبيع "تسلا" حلول تخزين البطاريات منذ أكثر من عقد، وتقوم بنشر نحو 10 غيغاواط/ساعة كل ربع سنة، بينما تمتلك "جنرال موتورز" بدورها مجموعة من حلول التخزين المنزلية والتجارية.
وقالت ليزا دريك، نائبة رئيس برامج منصات التكنولوجيا وأنظمة السيارات الكهربائية في "فورد"، إن الفرصة الأكبر لهذا النشاط ستكون في العملاء التجاريين المرتبطين بشبكات الكهرباء، على أن تأتي مراكز البيانات في المرتبة الثانية، ثم حلول التخزين المنزلية لاحقاً.
وأضافت دريك خلال اتصال مع الصحفيين: "كان واضحاً لنا من خلال تواصلنا مع السوق أن التقنية المفضلة لمعظم العملاء هي أنظمة الحاويات المعتمدة على بطاريات LFP المنشورية، ومع امتلاكنا بالفعل ترخيص إنتاج هذه التقنية داخل الولايات المتحدة، إلى جانب خبرتنا التصنيعية التي تمتد لأكثر من قرن، بدأ هذا التوجه خياراً منطقياً وطبيعياً".
وأكدت "فورد" أن مشروع BlueOval Battery Park Michigan في مدينة مارشال بولاية ميشيغان لا يزال على المسار الصحيح، مع بدء إنتاج بطاريات LFP في عام 2026.
وستُستخدم هذه البطاريات، التي تعتمد أيضاً على تقنية "CATL"، في شاحنة كهربائية متوسطة الحجم تخطط "فورد" لإطلاقها.
لكن الشركة أشارت إلى تعديل واحد في خطط المصنع، إذ سيتم استخدامه كذلك لإنتاج خلايا بطاريات أصغر مخصصة لـحلول التخزين المنزلي للطاقة، ما يعكس نية "فورد" التوسع إلى ما هو أبعد من العملاء التجاريين.
ويُذكر أن مشروع مصنع ميشيغان مر بعدة تغييرات خلال فترة قصيرة، ففي فبراير 2023، أعلنت "فورد" استثمار 3.5 مليار دولار لبناء المصنع لدعم توسعها في السيارات الكهربائية، قبل أن توقف أعمال البناء بشكل مفاجئ في سبتمبر من العام نفسه.
وبعد شهرين، كشفت عن خطة معدلة بطاقة إنتاجية تبلغ 20 غيغاواط/ساعة، أي أقل بنحو 43% من المخطط الأصلي.