روبوت بشري ينجز مهمة مملة بلا كلل.. ساعة كاملة في فرز الطرود تثير الإعجاب
في مشهد لافت يعكس التطور المتسارع في عالم الروبوتات، نشرت شركة Figure AI الأميركية مقطع فيديو مدته ساعة كاملة، يظهر فيه روبوت بشري وهو يؤدي مهمة تبدو مملة للبشر: فرز الطرود دون توقف.
الفيديو شاركه بريت أدكوك، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Figure AI، رداً على تعليق لأحد المتابعين على منصة "إكس" شكك في قدرة الروبوت على تنفيذ مهام روتينية ومتكررة، مثل فرز آلاف الطرود العشوائية دون أخطاء. وجاء رد أدكوك عملياً، مرفقاً بالفيديو، مع تعليق مقتضب: "هل هذا ممل بما فيه الكفاية؟".
أداء هادئ بدل الاستعراض
في وقت باتت فيه مقاطع الروبوتات القتالية أو الراقصة تملأ منصات التواصل، جاء هذا الفيديو مختلفاً، إذ يركز على مهمة واقعية ذات قيمة عملية.
ويُظهر المقطع روبوت "Figure" وهو يلتقط الأكياس والصناديق بدقة، ثم يحدد موضع الملصق ويضع الطرد على سير النقل بحيث يكون الملصق متجهاً للأسفل.
ورغم وجود بعض اللحظات التي يواجه فيها الروبوت صعوبة بسيطة في الإمساك بالطرد، إلا أن الأداء العام يبدو ثابتاً وسريعاً، ما يعكس مستوى متقدماً من التحكم الحركي والذكاء الاصطناعي.
تجارب ميدانية في مصانع "بي أم دبليو"
يأتي هذا العرض بعد نجاح تجربة ميدانية استمرت 11 شهراً داخل أحد مصانع "بي أم دبليو" في ولاية ساوث كارولاينا، حيث شاركت عدة نسخ من روبوت Figure 02 في تحميل أكثر من 90 ألف قطعة على خطوط الإنتاج، ما ساهم في تصنيع أكثر من 30 ألف سيارة من طراز X3.
تركز رؤية "Figure AI" على تطوير روبوتات بشرية متعددة الاستخدامات قادرة على تنفيذ الأعمال الشاقة أو المملة أو غير الآمنة.
غير أن الطريق نحو هذا الهدف لا يزال مليئاً بالتحديات، أبرزها تحسين كفاءة التصميم، وتوسيع نطاق المهام التي يمكن للروبوت تنفيذها، والوصول إلى مرحلة الانتشار التجاري الواسع.
وفي الوقت الذي تتسابق فيه شركات عدة حول العالم لدخول هذا المجال، حذرت جهات اقتصادية صينية مؤخراً من احتمالية تشكل فقاعة في قطاع الروبوتات البشرية محلياً.
ومع هذه التطورات المتسارعة، يبدو أن العام المقبل قد يحمل مفاجآت كبيرة في عالم الروبوتات الشبيهة بالبشر، حيث لم تعد الاستعراضات وحدها كافية، بل أصبحت الكفاءة في المهام اليومية هي المعيار الحقيقي للتقدم.