سياسيون: قمة شرم الشيخ فرصة تاريخية لترسيخ حل الدولتين
ماجدة أبو طير
أكد سياسيون أن مشاركة الأردن في قمة شرم الشيخ التي تعقد برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبمشاركة قادة أكثر من عشرين دولة، تحمل أهمية بالغة في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة، حيث تمثل إطاراً جامعاً لتوحيد المواقف العربية والدولية إزاء الأوضاع في غزة، لدفع الجهود الرامية إلى وقف التصعيد وإطلاق مسار سياسي يحقق السلام العادل. كما تبرز القمة كمنصة إنسانية لمناقشة سبل إيصال المساعدات وحماية المدنيين
وتكتسب مشاركة الأردن في قمة شرم الشيخ أهمية خاصة، إذ تعكس دوره المحوري في دعم القضية الفلسطينية وتعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية.
وتمثل هذه المشاركة فرصة لتأكيد الموقف الأردني الثابت الداعي إلى وقف الحرب على غزة، وتنسيق الجهود الإنسانية والسياسية مع الدول الشقيقة والمجتمع الدولي، بما يسهم في حماية المدنيين وإرساء الاستقرار في المنطقة.
وتهدف القمة إلى بحث سبل إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى مناقشة ترتيبات ما بعد الحرب وفتح آفاق جديدة للتعاون الإقليمي.
وتأتي القمة في إطار المبادرة التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحقيق السلام في المنطقة، ضمن تحركات دولية متواصلة لإنهاء النزاعات وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي.
الأردن لاعب أساسي
وقد أكد الوزير الأسبق، استاذ العلوم السياسية د. أمين المشاقبة أن هدف هذه القمة هي المصادقة على اتفاق غزة، واستكمال المراحل الرئيسية في هذا الاتفاق، الذي يفضي لانسحاب اسرائيل من القطاع بشكل كامل بعد تسليم الرهائن ونزع سلاح حماس، والنقطة الأخرى في المؤتمر هو تباحث المسار الشامل لحل القضية الفلسطينية بشكل يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وأشار المشاقبة الى أنه خلال المؤتمر سيحضر ما يزيد عن عشرين زعيما من الدول العربية والاسلامية والاجنبية، وسيكون هنالك حوار ونقاش حول آليات عدم ضم الضفة الغربية والسعي حول قيام دولة فلسطينية في قادم السنوات.
ولفت المشاقبة الى أن هذه القمة مهمة جداً، للأردن باعتباره طرفاً رئيسياً واساسياً في أي عملية سلام تجري في المنطقة، والكثير من مخرجات القضية الفلسطينية انعكست على الأردن، والأردن يواصل دوره الايجابي الفاعل في ايصال المساندة من خلال إرسال المساعدات والتوجه نحو إعادة إعمار غزة، فالمملكة تلعب دوراً رئيسياً في القضايا المهمة في الشرق الأوسط، وهنالك تقدير كبير لمجهود جلالة الملك لخلق حالة من الاستقرار السياسي في هذه المنطقة بشكل عام.
فرصة تاريخية
وقال عضو مجلس الأعيان الأسبق، الدكتور طلال الشرفات إنّ قمة شرم الشيخ فرصة سانحة لترسيخ مبدأ حل الدولتين في ضوء الضغط الدولي الكبير لاعطاء الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية، وكان لجلالة الملك عبد الله الثاني دور كبير في مسألة تغيير الموقف الأوروبي من حرب الإبادة في قطاع غزة، كانت هذه عوامل ضاغطة فضلاً عن التحركات الشعبية في الدول الغربية، مما أدى بالتأثير على القرار الأمريكي من أجل وقف هذه الحرب المتغطرسة.
وبين الشرفات أن قمة شرم الشيخ فرصة لتذكير العالم بأن الشعب الفلسطيني هو آخر شعب يقع تحت ظلم الاحتلال المتغطرس وحق هذا الشعب في تقرير مصيره، وفرصة مهمة لتوحيد القرار الفلسطيني من أجل اقامة الدولة الفلسطينية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وبذات الوقت يدرك العالم اهمية الحل للقضية الفلسطينية لتحقيق الاستقرار.
وختم الشرفات بالقول « الإدارة الأمريكية ستكون حريصة على إنجاح «مبادرة ترامب» وتطبيقها على الوجه المعقول دون التأمل كثيراً بحالة الانحياز الكامل لاسرائيل، كونها ادركت انه لا يمكن قهر الشعوب بالاحتلال والقوة، ولا بالإبادة، الشعوب الحية تقرر مصيرها، تنتصر بالصمود والمقاومة والثبات، والشعب الفلسطيني حقق صموداً اسطورياً على الأرض الفلسطينية ولا يمكن ان يتزحزح أو يتغير».
حضور أردني فاعل
وبين استاذ العلوم السياسية د. جمال الشلبي أنّ الأردن من أكثر الدولة فاعلية في مجابهة الخطر الاسرائيلي، حيث يضع القضية الفلسطينية ضمن أولوياته، وقبل الحرب على غزة وخلالها تمكن جلالة الملك عبد الله الثاني عبر الزيارات المكوكية واللقاءات مع الزعماء والمؤتمرات الدولية التي كان يشارك بها، وبواسطة مواصلة المساعدات الإنسانية التي استمرت إلى الآن، ولا يمكن أن يكون بعيدا عن هذه اللحظة التاريخية لانهاء الحرب خاصة انه متأثر في تحقيق اسرائيل لأهدافها في غزة ومن ثم التوجه للضفة الغربية.
وواصل الشلبي بالقول :» الأردن حساس تجاه الخطر الصهيوني، وايضاً حساس باتجاه ايجاد حل للقضية الفلسطينية، وخاصة مسألة قطاع غزة، فالحضور الأردني هو حضور طبيعي ومؤثر لأسباب متعلقة بالجغرافيا السياسية، وبالقيادة الهاشمية وعلاقتها بالقدس، وبالحل النهائي في لحظة ما، الأردن يجب أن يكون رقما مهما في ايجاد الحلول، فالجغرافيا والتاريخ والفسيفساء الاجتماعية تؤكدان ذلك.
وحول أبرز الملفات اشار الشلبي أن ما بعد غزة ستكون المحور الأبرز للعمل، عملية الإعمار، وطبيعة الحكم الفلسطيني للوصول إلى دولة فلسطينية ترى النور على الأرض، وسيتم التركيز على كيفية بناء الدولة وشكلها ومن يديرها، وهذا يحتاج إلى اعداد واستعداد، يحتاج إلى التجربة الأردنية السياسية والدبلوماسية والإنسانية، وهذا التكاتف في غاية الأهمية بالنسبة للفلسطينيين وللعرب، والأردن يمثل رأس الحربة في هذا الاتجاه. ــ الدستور