الأخبار

م. فواز الحموري : المستقبل في عيون الأطفال

م. فواز الحموري : المستقبل في عيون الأطفال
أخبارنا :  

لوحة رسمها طفل صغير لا يتجاوز الثامنة من عمره فيها إشارات ملفتة للاهتمام والتدبر في حجم المشاعر والأحاسيس لديه وتصوراته وتطلعاته للمستقبل، فما بال الطفل الغزي والأطفال الذين يعانون من ويلات الحروب والمجاعات والظروف الصعبة، وبالمقابل لا بد من النظر لتوجهات أطفال العالم الآخرين الذين لديهم أيضا الكثير ليعبروا عنه تجاه ما يحصل من حولهم من ظروف ومشكلات وأوضاع تثير حفيظتهم.

ما بال الطفل السوري والذي ولد خارج بلاده وكذلك الفلسطيني واليمني والعراقي واللبناني وما في جعبته من أشياء يريد التعبير عنها والإفصاح بما يجول في خاطره من صور يشاهدها على أرض الواقع ويتفاعل معها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وأجهزة الموبايل والعديد من القنوات المتاحة وبوفرة أمامه؟

على أرض المملكة الأردنية الهاشمية العديد من الجنسيات العربية من الأشقاء والأجنبية الصديقة ولديهم أطفال ولدوا في الأردن ولهم مع أطفالنا العديد من القواسم المشتركة والتوجهات للمستقبل، ولهم طريقتهم للتعبير عنها بوسائلهم الخاصة.

قد تكشف الأنشطة في المدارس والنوادي والجمعيات والأماكن التي يتواجد فيها الأطفال ويعبرون فيها عن أنفسهم وعائلاتهم وظروفهم ورؤيتهم للمستقبل وتصوراتهم لطبيعة ما يحدث حولهم، ولهذا لا بد من متابع لبيب ليفهم عالمهم وطبيعة ما يجول في خاطرهم من أفكار وتطلعات ووجهات نظر في العديد من الظروف التي أصبحت قريبة منهم لدرجة كبيرة وذات صلة بهم.

البرامج الموجهة للأطفال تحتاج لمراجعة مطولة واعادة توجيه؛ اختلفت الآن طبيعة البرامج القديمة لهم واسلوب مخاطبتهم والتعامل مع مواهبهم وما يسترعي اهتمامهم وما يودون طرحه لنا وبشكل جدي.

الوقت المخصص للطفل في البيت والأسرة بات غير متاح نظرا لظروف عديدة أهمها الاستغراق في دوامة الحياة ومشاغلها واختراق الأجهزة الخلوية لخصوصية الزمن المتاح للراحة والجلسات العائلية.

اختلفت أسئلة الأطفال اليوم عن سابقتها وتنوعت لتشمل ظروف الحياة؛ دخل الطفل هو أيضا في دوامة ما يحدث حوله من تحديات وأحداث ومشاكل سياسية واجتماعية وعائلية وبات في وسط ساحة معركة الحياة يبحث عن نفسه والمستقبل.

طفل اليوم هو شاب الغد وعماد المستقبل وسوف يكون المسؤول عنا دون ريب ومبالغة؛ فماذا اعدننا له لتلك المهام ووفرنا له من مهارات ليقوم بما يليق بحجم وثقل ما نصبو إليه حينئذ وهل يتسع وقته لنا حينها؟

تتوافر لطفل اليوم (على العموم) الكثير من متطلبات الرفاهية والتي تحرص العائلات على تلبيتها له وتلك ثغرة علينا الاعتراف بها وتتمثل في حرصنا على توفير كل ما يلزم للطفل وبشكل أثر عليه نفسيا ومعنويا وقاده للكسل والتراخي في جوانب عديدة في حياته وأسلوب تعامله مع ما يواجه من تحديات ليست سهلة المنال.

طبيعة وظروف الحياة التي نعيشها اليوم تتطلب مواجهة معينة وجديدة وترشيداً عاماً في الكثير من جوانب معيشتنا والتوجه نحو الحزم (ربما) في تعاملنا وأسلوبنا في إدارة مواردنا الذاتية والعامة والتفكير جديا في سبل تقليل المظاهر غير اللازمة، أعجبتني مبادرة لوقف دعوات الأكل عند الوفاة والاكتفاء بالعزاء عند المقبرة، ومن قبل ترشيد حفلات التخرج من الروضة إلى الجامعة والتركيز على الفرح المعنوي بالإنجاز.

ثمة مظاهر تواجه الطفل وتجعله جزءا منها وتطبع في ذهنه معالم المستقبل الذي يحلم به عندما يكبر ويكون صانعا للحدث ومؤثرا فيه، فهل نخفف من تلك التداعيات والمتناقضات أمامه والتي سوف ترسم شخصيته من الآن؟

Fawazalhammouri1963@gmail.com

 

ــ الراي

مواضيع قد تهمك