عصام قضماني : كيف يمكن الخلاص من المساعدات؟

هذا مشوار طويل لكنه يحتاج إلى إرادة والى خطة عمل ذات برنامج زمني والهدف الاستراتيجي له هو الخلاص من المساعدات والمنح والاعتماد على الذات.
صحيح أن موارد الدولة هي من جيوب مواطنيها على شكل ضرائب ورسوم وبدل خدمات وغيرها لكن الصحيح ايضاً أن على الدولة إنشاء مشاريع تحقق تواؤماً لخزانتها بما يمكنها من تخفيف الأعباء الضريبية لمصلحة زيادة دخل الفرد ورواج الأعمال وزيادة ربحية الشركات بما يساعدها على التوسع والنمو والازدهار.
الخلاص من المساعدات والمنح يعني الخلاص من شروط وضغوط تفرضها الدول المانحة والإفلات من حالة التحسب والقلق من توقف هذه المساعدات لأي سبب من دون وجود مصادر تغطي انقطاعها.
صحيح ان معظم الشروط التي توضع على الأردن للحصول على المساعدات تصب في مصلحة أردنية، وتدعم الإصلاحات والتحسينات التي تقوم بها الحكومات المتعاقبة وهي استجابة لاعتبارات دولية مثل برنامج التصحيح الاقتصادي للمساعدة في الحصول على قروض جديدة تعطي الاقتصاد الأردني مهلة لالتقاط الأنفاس والاستقرار وتحقيق النمو وخدمة الديون.
لكن الصحيح أيضاً أن مثل هذه الإصلاحات يجب أن تتم بدفع ذاتي ورغبة بتنفيذها لمصلحة الاقتصاد وباستقلالية تامة وهو ما لا يمكن أن يحصل إلا في حال كانت نابعة من الذات ووفق عوامل وأسباب ودوافع محلية وان تتم في بيئة مريحة من دون ضغوط او شروط وهذه البيئة هي الوصول إلى الاعتماد على الذات بقدر كبير..
القروض ميسرة او غير ميسرة والمساعدات والمنح توفر تدفقات مالية من العملة الصعبة لدعم احتياطيات البنك المركزي وتعزيز استقرار أسعار الصرف وتمويل المستوردات.
هناك مصادر اكثر كفاءة لتحقيق ذلك وهي الصادرات التي يعزز نموها التدفقات الخارجية ويضيق الفجوة الكبيرة في الميزان التجاري على شكل عجز بين المستوردات والصادرات وهو يحقق أهداف الاعتماد على الذات.
أما الثاني فهو التدفقات الخارجية القادمة عبر الاستثمار والتي يتولى المستثمرون عبرها تنفيذ مشاريع تخلق فرص عمل وتحسن مستويات الدخل لكن ايضاً توفر دخلا جيدا من العملات الصعبة وفي ذات الوقت تمويل مشاريع لا تستطيع الحكومة تمويلها.
الثالث هو الدخل من السياحة وهو افضل من مساعدات يتلقاها الاردن بل انه يساوي ويفوق حجم المساعدات والمنح التي يتلقاها الأردن وزيادته ونموه مصلحة اقتصادية لا يختلف معها إلا من لا يرى اية منفعة للاقتصاد.
أما المصدر الرابع فهو حوالات الأردنيين العاملين في الخارج وهي لا تقل أهمية وقيمة عن الدخل من السياحة لكن نموها وزيادتها عملية تحتاج إلى أدوات وحواضن تجتذبها وتوطنها وتزيدها وتنميها وتحسن استعمالاتها.
هذه هي الروافع الأساسية لأي اقتصاد والدول التي أفلحت اهتمت بها كاولويات ونجحت ليس فقط في الخلاص من المساعدات بل إنها تحولت إلى دول مانحة في صفوف الاقتصادات القوية والفاعلة. ــ الراي
qadmaniisam@yahoo.com