الأخبار

حمادة فراعنة : الدروز جزء من شعبنا وسيبقون

حمادة فراعنة : الدروز جزء من شعبنا وسيبقون
أخبارنا :  

سواء صوروا الشاب الفلسطيني يثرو شاهين ابن مدينة شفا عمرو على أنه مُصاب بمرض نفسي، لتغطية ما فعله، وتبريراً لما أقدم عليه في عملية الطعن التي قام بها في مدينة حيفا الفلسطينية الساحلية المختلطة، أو أن حقيقته غير ذلك، فهو قد رحل، ولم يعد حياً لأثبات أنه عاقل متزن، أو مصاب بحالة خلل، فالمفاجأة الصدمة للإسرائيليين، أن الشاب شاهين درزي من بني معروف، وأنه من مدينة شفا عمرو العربية الفلسطينية من مناطق 48، وأن عملية الطعن التي قام بها ونفذها، لم تكن بريئة الهدف، بل هي مقصودة، ولها دوافع نفسية مؤكدة، يمكن قراءتها من شخص رحل لا يمكن التأكد من صحة دوافعه.
دوافع الشاب الدرزي ابن بني معروف يمكن قراءتها كما يلي:
أولاً انه ينتمي لشعبه العربي الفلسطيني، وبذلك يحمل معاناة شعبه، يشعر به، يتحسس عذاباته، وموجوع لأوجاعه، وما يشاهده علناً من آثام المستعمرة وجرائمها، بالقتل والقمع للمدنيين في قطاع غزة، والضفة من حوله من جرائم، دفعه للتعبير عن رفضه لما يتعرض له شعبه من حرمان وفقدان الحق الطبيعي بالحياة، وسلوك عنصري متطرف من الآخر الإسرائيلي، فلم يتمالك نفسه، فقام بفعله تعبيراً عن ثأر كامن، وحس مرهف ونزوع نحو التضحية بعنف رداً على العنف الإسرائيلي.
ثانياً استجابة لنداء القائد الوطني القومي، الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الذي أكد أن بني معروف كانوا شركاء من أجل حرية سوريا واستقلالها، بقيادة الزعيم سلطان باشا الأطرش، وأنهم رفضوا طوال عشرات السنين أي محاولات التمزيق والتقسيم والشرذمة، وأنهم جزء من مكونات الشعب السوري، كما هم باقي مكونات الشعب السوري: العرب، الأكراد، السنة، المسيحيين، الشيعة، العلويين، وكما هم في سوريا ولبنان والأردن، هُم كذلك في فلسطين، وأنهم عرب أقحاح، مهما حاولت المستعمرة تمزيقهم، عن شعبهم وعروبتهم وقوميتهم.
ثالثاً رد بثرو شاهين، على تخرصات نتنياهو، وأكاذيبه، وادعاءاته للدفاع عن دروز سوريا والسويداء، كأنهم أجانب يحتاجون للحماية من المستعمرة التي تحتل أراضي الجولان العربية السورية، وغالبية سكانها من الدروز الذين رفضوا ضم الجولان لخارطة المستعمرة، ورفضوا مواطنة المستعمرة بديلاً لمواطنتهم السورية.
دورز فلسطين، أنجبوا الشاعر الكبير سميح القاسم الفلسطيني حتى نخاع العظم، الذي رفض التجنيد الإجباري في جيش المستعمرة، والعشرات منهم الذين تعرضوا للمحاكمة والسجن على خلفية رفضهم الخدمة الإلزامية في جيش المستعمرة، والعديد من رؤساء بلديات درزية تحالفوا مع الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وهم ضد الصهيونية والاحتلال والعنصرية ويناضلون من أجل المساواة وحقوق الشعب الفلسطيني، كما كان المناضل البارز الراحل محمد نفاع أمين عام للحزب الشيوعي الذي ترك بصمته وتأثيره على مسيرة الحركة السياسية وشعبه أبناء الكرمل والجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة.

ـــ الدستور

مواضيع قد تهمك