الأخبار

جهاد المومني يكتب : عندما تعود إسرائيل إلى الحرب

جهاد المومني يكتب : عندما تعود إسرائيل إلى الحرب
أخبارنا :  

سوف تعود إسرائيل إلى الحرب، هذا مؤكد، وهذه المرة ستعود بأهداف وأسلحة مختلفة ودعم غير محدود من ادارة ترامب، وقد بات واضحاً ان ترامب شخصيا اصبح يدير العمليتين الأمنية والعسكرية في غزة وفي لبنان مع غياب واضح لاي خبر او تعليق عن عملية سياسية تفضي الى حل ولا يؤتى على ذكرها لا في المحافل العربية ولا الدولية، غابت مبادرات السلام وأي حديث عن الدولة الفلسطينية وحق العودة والقدس والحدود والاستيطان، وأصبح الحديث منحصراً في صفقات استمرار وقف اطلاق النار ومنع التهجير وإعمار غزة، اما واشنطن فغير معنية بما ينتظر الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي غزة بعدما سلمت نتنياهو وآلته العسكرية قنابل خارقة القوة ثم أطلقت يديه ليفعل بهم ما يشاء، وليست واشنطن بمعنية ايضاً بمصير اللبنانيين وجنوبهم المدمر ولا تمانع - كما يبدو- من بقاء الاحتلال في خمس او ست او حتى عشر نقاط داخل الأراضي اللبنانية، كل هذا يجد تبريرا في واشنطن، فأمن اسرائيل والاسرائيليين اكذوبة على الجميع ان يصدقها ويدعمها ويمولها، ومن لا يفعل يعتبر ارهابياً ومعادياً للسامية .!

كل هذا بينما العرب يتدارسون امر اجتماعهم الطارئ لبحث ما كان قبل شهر، في غضون ذلك اجتمعت حكومة الحرب في اسرائيل عدة اجتماعات طارئة واتخذت قرارات على العرب الان ان يضيفوها الى جدول اعمال القمة، فقد فتحت اسرائيل باب التهجير الطوعي بأفضل صيغة ممكنة وذلك بفرض ظروف لا يحتملها بشر في غزة، وبعد شهرين من الان سوف تخلق نفس الظروف في الضفة الغربية لفتح باب التهجير من هناك إلى اي مكان ما عدا وطنهم، وقد بدأت بالفعل بتوفير ذريعة أمنية لعملية كبرى بتفجير عملائها حافلات فارغة لتبرير تجريف المخيمات في الضفة الغربية، وسوف تفعل ما فعلته في غزة ولكن بآليات مختلفة، ستدمر وستعيد اعتقال من اطلقت سراحهم في صفقات التبادل التي استعرضت حماس طقوسها، وسوف تأخذ بعين الاعتبار اعتقال عدة مئات آخرين على سبيل الاحتياط لمبادلتهم في صفقات أخرى، المهم ان ينتهي الفلسطينيون بأي حال كي يتسنى للاحتلال ضم الضفة الغربية بدون سكانها او بالحد الادنى منهم.

ترد إسرائيل دونما سؤال يوجّه اليها بانها لن تسمح بإقامة دولة فلسطينية ولن تنسحب من الجولان السوري ومن مزارع شبعا اللبنانية وتستعد للبقاء في مناطق جديدة احتلتها بعد السابع من اكتوبر في سوريا ولبنان لتضيفها إلى ما احتلته في 48 و 67 و73 من اراضي العرب المنشغلون اليوم بالتحضير لقمة طارئة بعد أكثر من سنة على قمتهم التي سبقتها واكدت المبادئ والثوابت.!

قلنا غير مرة ان إسرائيل ليست سوى معسكر أميركي قلة فيها من اليهود وأغلبية من المرتزقة الوافدين من شتى اصقاع الارض، هؤلاء تسلحهم واشنطن وتضع لهم خطط الحرب وهم ينفذون، اما المظاهر العمرانية والمستوطنات المبنية فوق اراضي الفلسطينيين المسروقة في هذا المعسكر فليست سوى سكن وظيفي عائلي يقيم فيه متعددي الجنسيات من المأجورين الذين يخدمون بعقود عالية الاجر ولا مهمة لهم غير القتل والاستيطان والهدم واشعال الحرائق في ثوب العرب.

بانتظار انعقاد القمة الطارئة جدا سوف تكون إسرائيل قد حمّلت طائرات الـf35 بالقنابل المدمرة والصواريخ المجنحة لتستكمل مهمة تهجير الغزيين إلى حيث تفتح لهم الابواب سواء عبر مطار رامون او بالسفن كما جاء المستوطنون الصهاينة إلى فلسطين قبل مئة عام، او عبر مطارات التسامح العربي وليس بالضرورة ان يكون المستقر في بلاد العرب، فثمة بوادر تفاهم روسي أميركي على صفقة مبادلة تجارية، اراض أوكرانية شاسعة سوف تحتفظ بها روسيا التي تعاني تراجعاً في النمو السكاني وقلة في عدد السكان، وماذا لو أضافت إلى مخزونها البشري مليونين من خيرة شعوب الارض واشجعها واكثرها ابداعاً وقدرة على التعايش مع اقسى الظروف .!

اليوم لا يتفق العرب مع خطة ترامب لتفريغ غزة من سكانها وتصدوا مجتمعين، مصر والاردن والعربية السعودية في المقدمة ومن خلفهم اسناد عربي غير مسبوق، لكنهم مع ذلك لا يتحركون لمواجهة خطة نتنياهو وحكومة الارهابيين في تل ابيب والتي بدأت بتصحيح الثغرات في خطة ترامب لجعلها أكثر قبولاً حتى بالنسبة للمعارضين لها في الغرب المتوحش، فالتهجير ليس إجبارياً انه طوعي باختيار الغزيين انفسهم، ولكن كيف ؟

ستبقي اسرائيل على سياسياستها بمنع اي امكانية للعيش لاكثر من اسبوع واحد في غزة، ستمنع اعادة البناء والبناء وستحول دون حصول الفلسطينيين على البيوت المتنقلة او ادخال الجرافات ومعدات ازاحة الركام الجاثم فوق رفات الاطفال، وستمنع اعادة تشييد البنية التحتية التي دمرتها، شبكات الكهرباء والماء والمستشفيات والمدارس وخزانات الوقود، سوف تسمح بالخبز والمعكرونه واكياس الدقيق والبرغل وبعد ان يسد الغزيون رمقهم ويذهب الظمأ وتبتل العروق تعود الزنانات الى سماء غزة لتحديد اهداف غير مدمرة من المباني المدنية، وحتماً سوف تدمر الاليات التي دخلت وتدخل الان بموجب صفقة التبادل.!

عندئذ سيصبح البقاء في غزة مستحيلا ويصبح التهجير الطوعي حقيقة سنشاهدها عبر شاشات التلفزة العربية . ــ الدستور

مواضيع قد تهمك