الأخبار

د. صلاح العبادي : جنازة نصرالله وما تمثله لإيران وأعوانها.. فما الدلالات؟

د. صلاح العبادي : جنازة نصرالله وما تمثله لإيران وأعوانها.. فما الدلالات؟
أخبارنا :  

تأتي مراسم تشييع الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني حسن نصر الله - اليوم - والذي اغتيل في السابع والعشرين من أيلول الماضي 2024 في هجوم إسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، بحضور إيراني رفيع المستوى، وتمثيل للتيار الشيعي في العراق واليمن لإيصال رسائل سياسيّة مختلفة سواء في الداخل اللبناني أو الخارج!

مكان التشييع الذي سيقام في ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية -الأكبر في لبنان- على مشارف الضاحية الجنوبية معقل حزب الله، جاء بعد «اختبارات قوة» نفذها الحزب الأسبوع الماضي، بعد قطع طريق المطار من قبلهم، إثر قرار اتخذته السلطات اللبنانيّة، بمنع الطائرات الإيرانيّة من الهبوط في مطار بيروت الدولي.

اجتماعات أمنيّة شهدتها لبنان على مدار الأيام الماضية، ووضعت أجهزة الأمن في لبنان في حالة استنفار؛ تحسّباً لأي مفاجآت عقب التصعيد الذي شهده الشارع اللبناني والاعتداء على قافلة اليونيفيل على طريق مطار بيروت.

الأمن اللبناني وضع في حالة من التحوّط والاستنفار؛ منعاً لتتحول هذهِ المناسبة إلى صواعق تفجير تستهدف أمن واستقرار لبنان، بعد أن قُتل نصرالله، الذي قاد الجماعة المسلّحة التي تتخذ من لبنان مقرًا لها لأكثر من 30 عاماً، في غارة جوية إسرائيليّة في بيروت، تبعه بعدة أيام اغتيال هاشم صفي الدين خليفة حسن نصرالله لمدة أسبوع، والذي سيشيع جثمانه أيضاً في جنازة واحدة.

مشاركة إيران وتمثيل أعوانها في الجنازة ليست مجرد مشاركة رمزية في جنازة، بل إعادة ترتيب صفوف المحور الإيراني بعد الضربات التي تعرضت لها إيران، على أمل تعزيز استراتيجيتها الإقليمية من جديد وإعادة تموضع أعوانها مرة أخرى!!

كما أن الجنازة ينظر إليها كاستعراض قوة وتعبئة الشارع اللبناني وتجمّع لقيادات المحور الإيراني لتقييم الوضع بعد الضربات التي تلقوها، في وقت يشهد الشارع اللبناني تجاذبات بين مؤيدٍ لسياسات الحزب الممول من إيران، ومعارضٍ له جراء توريط لبنان في الحرب الأخيرة التي خاضها على حساب أمن لبنان واستقرارها !

نصر الله تولى قيادة الحزب منذ عام 1992، وحوّله إلى قوة عسكرية ذات نفوذ إقليمي بعد أن عبّر إلى اليمن والعراق بدعم إيراني، وتورط في عمليات الإبادة والقتل التي خاضها الحزب في سوريا ابان حقبة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.

هذا الحدث يتطلع الحزب لاستغلاله وتوظيفه ليحمل رمزية سياسيّة، لإظهار شعبيّة الحزب في الشارع اللبناني، وقدرته على التحشيد من الخارج اللبناني، لاسيما مع حضور تمثيل من أنصاره في الخارج.

سعى الحزب إلى تحشيد الآلاف من المناصرين له في الشارع اللبناني، لإظهار وجود مؤيدين له بشكل كبير لسياسات الحزب وأنصاره، بوصفهم لـ"نصر الله» بأنّه كان لاعباً بارزاً في محور المقاومة في إيران والعراق واليمن مروراً بسوريا قبل سقوط نظام بشار الأسد والتي تورط في دماء شعبها.

ويستغل الحزب هذه الجنازة للتذكير بأنه حزب قوي وشعبي لإعادة إنتاج نفسه من جديد، في وقت يجابه الحزب في الداخل اللبناني أو الخارج رفضاً كبيراً لسياساته التي تتعارض مع أمن واستقرار الدول العربيّة، ومحاولاته زعزت أمن واستقرار دول حاول الحزب اختراقها بكل ما لديه من إمكانيات وتمويل إيراني، ومارس التنكيل في المعارضين لنظام الأسد في سوريا خلال سنوات مضت.

كما سعى الحزب لإحراج السلطات اللبنانيّة من خلال توجيه دعوات رسمية لحضور مراسم التشييع، لرئيس الجمهورية اللبنانيّة ورئيس الحكومة في هذا الوقت الحرج، الذي يسعى لبنان فيه للخروج من تبعات الحزب التي خلفها جراء نزعته العسكرية، واستفراده في بعض مفاصل المؤسّسات اللبنانيّة خلال الفراغ السياسي الذي حلّ في لبنان لمدة 26 شهراً قُبيل انتخاب الرئيس اللبناني؛ وتفرده بقرار الحرب الأخيرة التي قرر حزب الله أن يخوضها والتي أدت إلى تكبيد لبنان خسائر فادحة نتيجة قراراته!.

ــ الراي

مواضيع قد تهمك