اسماعيل الشريف يكتب : شر البلية ما يضحك

ومهما حاول الطغاة قلعنا ستنبت البذور- يحيى السنوار
الفلسطيني قد يكون الانسان الوحيد الذي يورث أولاده اللجوء، حتى لو ذهب الى اصقاع العالم فسيظل يعتبر نفسه لاجئا ينتظر العودة الى وطنه، وفشل الكيان الصهيوني عبر مئة عام من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي من القضاء على الشعب الفلسطيني.
آخر فصول هذه الإبادة التي كانت الأعنف منذ عام 1948 واعتبرت اكبر إبادة جماعية في التاريخ الحديث كانت طوفان الأقصى ، بمساعدة واشراف الولايات المتحدة ، فانزلت 85 الف طن من المتفجرات، واستشهد حسب الأرقام الرسمية 45 الف شهيد جلهم من الأطفال والنساء أي حصة كل شهيد كانت نصف طن من المتفجرات.
في يناير 2025، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، عن قرار الإدارة الأمريكية بوقف مساعدات مالية بقيمة 50 مليون دولار كانت مخصصة لشراء وتوزيع الواقيات الذكرية في قطاع غزة. وصفت ليفيت هذا الإنفاق بأنه «إهدار سخيف» لأموال دافعي الضرائب الأمريكيين.
ولكن هنالك آخرين كذبوا هذه القصة برمتها، حيث قالوا ان هذه الواقيات قد أرسلت الى منطقة تسمى غزة في موزامبيق وان مجموع ما تبرعت به الولايات المتحدة من الواقيات الذكرية للعالم كان 8.2 مليون دولار ، وانه لو صح ارسال الولايات المتحدة واقيات ذكرية بقيمة 50 مليون فسيكون العدد مليار واقٍ ذكري أي ما معدله 475 واقيا ذكريا لكل ذكر في غزة، لذلك فالقصة كلها كذب.
ولكن الشعب الفلسطيني الجبار يحول كل شيء الى سلاح يقاوم به، ففي عام 2020 مثلا حول الغزيين بالونات مصنوعة من الواقيات الذكرية لحمل مواد حارقة واطلاقها نحو المناطق الجنوبية في فلسطين المحتلة مما تسبب في حرائق واضرار مادية.
هذا شعب جبار ، فلا ننسى منظر أطفال غزة وهم يلعبون بالاكفان التي أرسلت اليهم من ضمن المساعدات ، فارتدوها في لعبة الشهيد بعد ان يلبسوها لاحدهم ويقومون بتشييعه في جنازة مهيبة، او يرتدونها ويقفزون بها او تحويلها الى ملابس .
لن تستطيع قوة قلع الشعب الفلسطيني من ارضه باي طريقة سواء بالابادة الجماعية او تخفيض نسلهم، هم جذور أشجار الزيتون الممتدة في تراب وطنهم ، وذاكرة تورث من جيل الى جيل ، وينجح في تحويل كل محنة الى مقاومة وكل رماد الى شرارة حياة، ما عليك عزيزي القارئ الا مشاهدتهم وهم يعودون الى منازلهم المهدمة في شمال غزة بمنظر مهيب يشبه نفرة الحجيج. ــ الدستور