الأخبار

محمد خروب : جيش الفاشية الصهيونية إذ «يتهيّأ».. لـ«حروب المستقبل»؟

محمد خروب : جيش الفاشية الصهيونية إذ «يتهيّأ».. لـ«حروب المستقبل»؟
أخبارنا :  

في الوقت الذي تُواصل فيه دول الغرب الاستعماري وعلى رأسها الولايات المتحدة, ضخ المزيد من أسلحة الدمار الشامل, وكل ما تتوافر عليه ترسانة الغرب من أسلحة مُتقدمة, بذريعة مُتهافتة عن «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها», ترتفع في الآن ذاته دعوات العواصم الغربية المُنافقة, إلى «توفير الأمن» للكيان الصهيوني, الذي يُواصل فيه شن حروب الإبادة والتهجير والتطهير العِرقي والتدمير والتجويع, على أكثر من جبهة في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن, ويتوعّد قادته كل مَن يحاول «تحدّي» آلة القتل النازية الصهيونية.

جديد ما تم الكشف عنه مؤخراً حول النقلة «التكنولوجية العملاقة», التي بدأ جيش العدو الفاشي «يتهيأ» لعبورها نحو «حروب المستقبل» وليس «سلام المستقبل» كما يُروّج له حلفاؤه في الغرب الإمبريالي, الذين يزعمون في دعايتهم المُضللة أن الدولة الديمقراطية «الوحيدة» في الشرق الأوسط, مُحاطة بالأعداء الذين يُريدون تدميرها. ويشيرون بخبث وتوظيف لسردية مُزورة, تتمسّك بــ«النتائج ولا تتوسّل الأسباب», بما حدث في 7 أكتوبر/ 2023.

نقول: جديد المسعى الصهيوني الحثيث الولوج «حروب المستقبل», هو وفق صحيفة «يسرائيل هيوم» الاثنين الماضي. شروع جيش العدو الفاشي في تشييد حاسوب عملاق, يتوافر على قدرات «تفكير خارقة»، حيث بإمكانه إتاحة «جمع كميات هائلة من المعلومات وتحليلها»، ثم «الخروج بنتاجات بواسطة (الذكاء الاصطناعي). أمّا مَن سيبني «الحاسوب الخارق» هذا الذي تزيد كلفته على عشرات ملايين الشواقل، فضلاً عن أهميته القومية الاستراتيجية، فهي شركة التكنولوجيا العالمية «HP»، التي ــ على ما لفتت الصحيفة الصهيونية ــ سبقَ أن فازت في الماضي بعدد من المناقصات الضخمة التي طرحها جيش العدو.

في السياق نفسه تشير صحيفة «يسرائيل هيوم» إلى أن جيش العدو استثمرَ في السنوات الخمس الماضية، موارد وميزانيات هائلة هادفاً إقامة الحاسوب العملاق كونه يمثل «بُنية تحتية وطنية» لبحث وتطوير الذكاء الاصطناعي، وستكون خدماته مُتاحة لـ«أجهزة الأمن والأكاديميا وشركات الهايتك الإسرائيلية». كما تتم الإشارة إلى «حواسيب مبنية من عشرات آلاف وحدات المعالجة المركزية التي تعمل بالتزامن، ما سيوفر «قدرات حاسوبية هائلة»، بما هي ضرورة ملحة من أجل «تحليل كميات ضخمة من المعلومات وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي».

ثمَّة ما هو أكثر إثارة محمولة على «حلم» صهيوني «عتيق» ومُعلن, بمنافسة عمالقة التكنولوجيا في العالم, لكنه في الأساس حلم عدواني لا يروم الربح فحسب, بل التوسّع وتكريس عصر الأسرلة والصهينة, وكتابة جدول أعمال المنطقة العربية وما بعدها, تمهيداً للسيطرة على قرارها ونهب ثرواتها وتحويل شعوبها إلى «حطّابين وسقّائين» لليهود, كما يقولون في أدبياتهم السياسية والدينية التلمودية في صلواتهم.

ثمَّة مشروع تكنولوجي «عملاق» آخر يسعى العدو الى إنجازه على طريق الـ«حروب فوق العالم الحِسيّ», إلى جانب الحاسوب العملاق الذي فازت «HP» بمناقصته، تطوير وامتلاك نوع آخر وهو «الحاسوب الكَمومي»، كونه وسيلة تعتمد على مبادئ «ميكانيكا الكم وظواهره» كالتراكب والتشابك الكمّي, للقيام بمعالجة هائلة للبيانات. ففي حين تُقاس كمية البيانات في الحواسيب «التقليدية» بـ«Bit»، فإنه في الحاسوب «الكمّي» تقاس البيانات بـ«Quantum bits». ناهيك ـ وفق دراسات أخرى ـ أن قدراته الهائلة تتجاوز العالم الحِسيّ والتقنيات المُنجزة حتى الآن؛ حيث بإمكانه «معالجة البيانات بسرعة هائلة، وبطرق مختلفة المستويات والأبعاد بالتزامن». ووفق هذه القراءة، يُوفّر «الحاسوب قدرات عديدة في مجالات الأمن والصناعات العسكرية».

* استدراك:

شركات تكنولوجيا أميركية عملاقة داعِمة لـِ«حروب العدو»!

في تحقيق مُوسع نشرته أول أمس/الثلاثاء وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية (التي منعها الرئيس/ترامب من حضور الإيجازات الصحافية في البيت الأبيض, ما لم تلتزم تسمية ترامب «الجديدة» لخليج المكسيك لتُصبح «خليج أميركا» كما أطلق عليه) لفتت الوكالة/الأميركية الى أسماء شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة الداعمة لـ"حروب إسرائيل» في السنوات الأخيرة، حيث تُعد شركة مايكروسوفت وشركة «أوبن إيه آي» (OpenAI) الناشئة. كما توفر شركتا «غوغل وأمازون» خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي لجيش العدو الصهيوني, بموجب عقد «بروجكت نيمبوس» (Project Nimbus) البالغة قيمته 2ر1 مليار دولار، إذ جرى توقيعه العام 2021، بعدما اختبرت تل أبيب لـ"أول مرة» أنظمة الاستهداف المُعتمدة «على الذكاء الاصطناعي» التي طورتها محلياً. وقد استخدم جيش العدو مزارع خوادم/مراكز بيانات من «سيسكو» (Cisco) و"ديل» (Dell). كما قدّمت «ريد هات» (Red Hat)، وهي شركة بإدارة مستقلة, لكنها تابعة لـ"آي بي إم» (IBM)، تقنيات الحوسبة السحابية للجيش الصهيوني.

ــ الراي

kharroub@jpf.com.jo

مواضيع قد تهمك