شحادة ابو بقر يكتب : حب الأوطان عبادة

عندما هاجر قدوتنا صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ، وقف على مشارف مكة وقال قولته المشهورة .. والله إنك أحب البلاد إلي ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت .
هذا قول نبي كريم لا ينطق عن هوى ، وهو دلالة على أن حب الأوطان والإخلاص في حبها والتفاني من أجلها عبادة ، لذا فإن من مات دون وطنه فهو عند الله شهيد .
مناسبة هذا الكلام هي ما يواجهه الأردن الغالي اليوم من مخاطر وتهديدات وتطلعات ترمي عبثا إلى تصفية قضية فلسطين الحبيبة على حساب وجوده .
هذا يعني وببساطة ، أن علينا وفي الأردن وفلسطين معا أن نعلم أننا أمام أحد خيارين فقط، فإما أن نكون أو لا نكون ، إما أن نحمي ألاردن وفلسطين أو فأقرا لا قدر الله علينا السلام معا.
ومناسبة هذا الكلام أيضا ، هي محاولات البعض من داخل حدودنا بوعي او بغيره ،ومن خارجها بوعي لئيم ، إحداث فتنة في ما بيننا هنا على أرض الأردن خدمة للمشروع التوسعي الصهيوني ولأجندات الحاقدين على الأردن من يومهم قاتلهم الله جميعا ،
لا يكفي ان نرفع شعارات الرفض والمواجهة ، بل لا بد من الإعداد والاستعداد في هكذا مواجهة .
الزمن الراهن ليس زمن رخاء قط ، بل هو زمن شدة لم يشهد الأردن لها مثيلا من قبل.
وعليه وبكل صراحة ، فإن ذلك يتطلب إجراءات وقرارات عليا لترتيب البيت الأردني سياسيا وإجتماعيا بصورة تضع كل أردني أمام مسؤولياته الوطنية دفاعا عن الأردن ودعما لفلسطين .
كيف ذلك ، هذا يعلمه صناع القرار في الأردن العزيز تماما، فلا بد من إستنهاض همة شعبنا كله من العقبة إلى الهضبة للاستعداد وجمع الصف على موقف وطني واحد عنوانه أن الأردن للاردنيين وفلسطين للفلسطينيبن ولا سلطان للعدو الصهيوني على أي منهما ، وإلا فآن دون ذلك الأرواح حقا لا تزلفا ورياء .
القادم خطير ولا بد من تعرية كل داع لفتنة أو ساع لخدمة الأعداء في بلادنا وتلك مسؤولية القائمين على أمر الدولة ، ولا بد كذلك من إشراك الناس جميعا في تحمل مسؤولية الدفاع عن بلدهم حيث لا مكان بعد اليوم لتهمبش أو إقصاء أو تنفيع أبدا أبدا . الله من أمام قصدي.