أ. د. هيثم العقيلي المقابلة يكتب : جردة حساب 3: الهوية الاردنية و الوحدة الوطنية

جزء من الحصانة الداخلية هو الوعي خصوصا في المفاهيم التي قد تؤثر في الحاضر و المستقبل و أحد هذه المفاهيم كيف نعزز الهوية الاردنية و معها الوحدة الوطنية كجزء من دعم مواقف سيد البلاد في رفض التهجير و الوطن البديل.
ألخص الاجابة بما يلي: انتماء للاردن و ولاء للقيادة الهاشمية ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني و سمو ولي عهده مع هوية اردنية تشمل الاردنيين من شتى الاصول و الاديان و المناطق و العشائر مع حق كل اردني ان يعتز بجذوره الثقافية و إغناء الثقافة الاردنية دون أن يؤثر ذلك الاغناء و الاعتزاز على الهوية السياسية.
يتصور البعض ان الهويتان الاردنية و الفلسطينية في تنافس و منه ينطلق البعض (اغلبهم من خارج الاردنيين و الفلسطينيين) لبث سموم الفرقه لكن الحقيقة أن الهويتان متكاملتين كل على ارضه. فالصراع على ارض فلسطين التاريخية هو في جذوره صراع هوياتي ثقافي و تعزيز الهوية الفلسطينية على الارض الفلسطينية هو جزء من دعم حقهم في الحصول على دولة مكتملة وفق القرارات الدولية في حين ان تعزيز الهوية الاردنية على ارض الاردن هو ضرورة لحماية الاردن من مشروع الوطن البديل و حفظ حقوق الفلسطينيين على الارض الفلسطينية و هذا ملخص أن الاردن للاردنيين (من شتى اصولهم و دياناتهم) و فلسطين للفلسطينيين (ايظا من شتى اصولهم و دياناتهم).
ما يحدث أحيانا أنه بحسن او سوء نية يتم تمييع الهويتين و هذا يخدم فقط تصفية الحقوق الفلسطينية المسلوبة في فلسطين و خلق صراع هوياتي عربي عربي على الارض الاردنية. للأمانة ان الغالبية العظمى من الاردنيين من شتى الاصول على وعي كبير بذلك و ما لاحظته و أكيد لاحظه الكثيرون أن الاردنيين جميعا يلتفون حول قيادتهم و حول الاردن و المؤسسات الاردنية في اي منعطف او تهديد مهما كان بسيطاً و قد لاحظت شخصياً و انا متابع جيد للاعلام و وسائل التواصل أن الاردنيين من كافة الاصول و الاديان كان موقفهم مشرفا و مدافعا عن الاردن و مؤيدا لسيد البلاد فيما حدث من تحريف للترجمة و محاولة تحريف لموقف جلالة الملك الرافض للتهجير و الرافض لتصفية القضية الفلسطينية و الرافض للتفريط بالمقدسات و الرافض لاي اجراء ليس في مصلحة الاردن و الاردنيين. أقول ذلك لاؤكد مرة أخرى أن الوحدة الوطنية للاردنيين صلبة و سنحافظ عليها جميعا و إن حدث صوت هنا او هناك فإنها برايي اصوات فردية او فئوية لا تمثل الغالبية العظمى من الاردنيين من كافة الاصول التي تفتخر بانتمائها للاردن و ولائها لقيادته الهاشمية و اعتزازها بالجيش الاردني و المؤسسات الامنية و السياسية.
اسمحوا لي بأن أعيد ما ذكرته في مقال سابق أن المجتمعات و بالتالي الدول تقوم على عاملين الاول عامل الانتاج (الاقتصاد) و الثاني عامل الثقافة (آلية التفكير) و برأيي أننا بحاجة لتعزيز العامل الثقافي من خلال وزارة الثقافة مثلا لتحقق الرؤية التي ذكرتها (هوية اردنية بانتماء للاردن و ولاء للقيادة الهاشمية مع تعزيز الوحدة الوطنية مع عدم التحسس من اعتزاز كل اردني باصوله الثقافية). فالخطر الذي يتهدد الاردن هو الاخلال بالتوازن الداخلي للاردنيين من خلال التهجير و الذي سيؤدي عندها لتصفية الحقوق الفلسطينية على الارض الفلسطينية و لذلك نرى الموقف غير المهادن من جلالة الملك الذي يحمل الإرث الهاشمي بحماية الحقوق العربية و الاسلامية و الانسانية.