الأخبار

خلدون ذيب النعيي : عهد رفاق السلاح في يوم الوفاء

خلدون ذيب النعيي : عهد رفاق السلاح في يوم الوفاء
أخبارنا :  

«يسرنا أن تشرفنا في يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين» كلمات وردتني من أحد مرتبات الشرطة المجتمعية كانت كفيلة بأن تنثر الفرح في قلبي ومحياي وتوقد في خاطري كل جميل من ذكريات الخدمة العسكرية بدءً من التجنيد والتدريب في مدرسة الشرطة وصولاً الى الخدمة الميدانية في مختلف الوحدات في معظم بقاع الوطن، تلك الخدمة التي اعتبرها الذخر الأكبر في بناء خبراتي ومعارفي الحياتية فخلافاً للقول المأثور بأن من «يعيش يشوف» فقد ثبت أن الصواب «من يطوف يشوف»، وهي الخدمة التي رافقني فيها زملاء لازلنا نحفظ بذاكرتنا كل جميل في لحظاتها المشتركة فكان حفظ قدسية المهنة وهدفها هو القاسم الأوحد في عملنا جميعاً.

في لهجتنا الأردنية المحببة أعتاد شيابنا وصف زميل العسكرية والوظيفة بشكل عام بكلمة «خويي» أي يتم تشبيهه بصيغة المبالغة بما هو أقرب من الأخ، وفي يوم الوفاء قابلت «أخوياي» وتعانقنا وتحادثنا ببراءة وطيبة الاطفال عن ذكريات الوظيفة ولحظاتها المحببة حتى المواقف الصعبة في لحظاتنا لم تسلم من تعليقاتنا، وفي خضم كل ذلك افتقدنا زملاء استشهدوا خلال الخدمة فسجلوا أسمائهم في سجل الخالدين فكانوا عمدى الزمن أحياء عند ربهم يرزقون، وشهداءنا وأن غابوا بأشخاصهم فأن أرواحهم الطاهرة وعظيم تضحياتهم حاضرة في آمان الاطفال والعائلات المعاش وفي ما يشهده الأردن من أمن واستقرار وازدهار بفضل الله ثم بتضحيات أبناءه في مختلف مواقعهم.

لا زلت بالبال من قصص الطفولة ذلك الشاب الذي رأى المسن العجوز وهو يغرس شتلة الزيتون فسأله الشاب مستغرباً أتتوقع وأنت بهذا السن أن تأكل من ثمار هذه الزيتونة وزيتها فأجابه المسن بثقة أن من سبقنا غرس فأكلنا ونحن نغرس ليأكل من بعدنا، وهكذا شجرة الوطن يلزمها عرق العمل والتضحية بالدماء ودعوات الأمهات عبر الأجيال ليبقى دائماً منارة يلفها الامان والحرية والاستقرار، فأمان طفولتنا كان ثمره سهر الرجال ممن سبقونا وهكذا اطفالنا اليوم لهم نشامى جيشنا العربي واجهزتنا الأمنية، أنها معادلة الزمن وعطاء الأجيال والحفاظ على الاوطان ببساطة.

كان الفرح والعرفان للدعوة أيضاً في أعين جميع من كانوا في يوم الوفاء للمتقاعدين في قيادة أمن أقليم الشمال وغيرها من وحداتنا العسكرية والأمنية، فهم وصية الوطن والملك الذين قدموا بلا منة وكلام ووهبوا زهرة شبابهم وهم الذين صانوا أمن الاردن ومواطنه ومقيمه في مهج قلوبهم وأحداق عيونهم، ولسان حالهم رغم مرور الزمن أنهم مازالوا حافظين لأمانة الوطن والصادعين لندائه ونداء قائدهم الأعلى في أي وقت، فالأردن هو وديعة الآباء والأجداد التي لا تقدر بثمن وهو أمانة الأجيال القادمة التي دونها الأعمار ودماء الرجال.

مواضيع قد تهمك